قيوح وأردوغان.. إضحك علشان الصورة تطلع حلوة !

 قيوح وأردوغان.. إضحك علشان الصورة تطلع حلوة !
آخر ساعة
السبت 28 يونيو 2025 - 20:48

مبدئيا، لا بأس أن يلتقط مسؤول مغربي صورة "سيلفي" مع رئيس دولة مثل رجب طيب أردوغان، رغم أن عالم اليوم تتداخل فيه الرمزية مع البروتوكول، ولا تُعد الصور ترفًا بصريًا فحسب، بل رسائل تُقرأ، وتُؤوّل، وتُستثمر.

لكن الغريب ليس في التقاط صورة فقط، بل في أن الوزير عبد الصمد قيوح نشرها بنفسه على حسابه بمنصة فيسبوك (قبل أن يتم حذفها لاحقا)، في خطوة تطرح أكثر من سؤال:

هل كان ذلك بهدف توثيق لحظة شخصية؟ أم لإيصال رسالة ضمنية سياسية أو اجتماعية؟ أم محاولة، واعية أو غير واعية، لتقوية موقعه داخل مشهد سياسي يتغذى على الرمزية والانطباع العام؟

في هذه الحالة، لا يُمكن فصل الصورة عن السياق.

ـقيوح ليس مواطنًا عاديًا، بل وزير في حكومة توصف بأنها حكومة "الأعيان" و"رجال المال"، والذين، كما وصفهم أحد المعلقين "يملكون كل شيء… باستثناء الاعتبار المجتمعي، ولذلك يسعون لشرائه، بالسيلفي، أو بالاستوزار، وربما حتى بطموح رئاسة الحكومة."

إن نشر الصورة رسميًا يعطيها بعدًا إضافيًا... لقد اختار الوزير أن يجعلها جزءًا من صورته السياسية المعلنة، مما يحوّلها من لحظة شخصية عابرة إلى رسالة محسوبة، موجهة لجمهور داخلي بالأساس، يبحث فيه بعض الفاعلين السياسيين عن شرعية رمزية عبر محطات خارجية.

لكن، من زاوية دبلوماسية، تُصبح الصورة أداة قابلة للتأويل، خاصة حين ترتبط بشخصية مثل أردوغان، الذي يجيد اللعب بالرموز والصور ويُدرك تمامًا قيمة كل ظهور له مع مسؤول أجنبي، حتى وإن لم تكن له تبعات مباشرة.

وهنا يصبح السؤال أكثر عمقًا:

هل يدرك بعض المسؤولين المغاربة أن مجرد نشر صورة مع زعيم دولي يُمكن أن يُفهم، أو يُستغل، كرسالة دبلوماسية، أو حتى كاعتراف رمزي قد يُقرأ بطريقة مغايرة في سياقات حساسة؟

هي صورة، نعم. لكنها ليست بريئة.

هي ابتسامة أمام الكاميرا، لكن خلفها خطاب صامت… وربما مكشوف جدًا.

أخيرأ، ليس كل "سيلفي" يليق أخذه، وليس كل صورة تكسب المرء نقاطاً.. وما حدث في سيلفي الوزير يثبت أن هناك سوء تقدير حقيقي لدى الكثير من المسؤولين المغاربة  لشيء أصبح يغير الموازين في العالم أحيانا.. شيء اسمه "الصورة" !