هذه تفاصيل هجوم البوليساريو على مدينة السمارة والتداعيات المحتملة

 هذه تفاصيل هجوم البوليساريو على مدينة السمارة والتداعيات المحتملة
آخر ساعة
الجمعة 27 يونيو 2025 - 23:58

مساء الجمعة 27 يونيو 2025، أقدمت ميليشيات جبهة البوليساريو الانفصالية، انطلاقاً من تندوف داخل التراب الجزائري، على إطلاق خمسة صواريخ نحو مدينة السمارة الواقعة بالصحراء المغربية.

أحد الصواريخ سقط قرب مؤسسة تعليمية، وآخر استقرّ على مقربة من موقع تابع لبعثة الأمم المتحدة "المينورسو"، فيما تساقطت المقذوفات الأخرى في أماكن غير مأهولة.

ورغم عدم تسجيل أي إصابات بشرية أو خسائر مادية جسيمة، أثار الهجوم حالة من القلق في صفوف السكان المحليين، واستدعى وفدًا أمنيًا مغربيًا رفيع المستوى إلى عين المكان للتحقيق في ملابسات القصف وتقييم تداعياته.

معاينة أممية ورد مغربي

بعثة "المينورسو" الأممية باشرت فورًا معاينات ميدانية في المواقع المستهدفة، حيث أكدت مصادر ميدانية أن الصواريخ سقطت في مناطق غير مأهولة، دون أن تُسجّل أي أضرار بشرية أو مادية.

وذلك على عكس ما ورد في بلاغ رسمي أصدرته وكالة أنباء البوليساريو، والذي تحدث عن "خسائر فادحة في الأرواح والعتاد" في محاولة واضحة لتضخيم الحدث والترويج لدعاية كاذبة.

ووفق تقارير إعلامية، فقد ردّت القوات المسلحة الملكية بسرعة ودقة عبر طائرة مسيّرة مغربية كانت تقوم بمهام مراقبة اعتيادية شرق الجدار الرملي، حيث رصدت سيارة تقل عناصر البوليساريو المسؤولين عن الهجوم، وقامت بتدميرها بالكامل عبر ضربة صاروخية مباشرة.

وقد أكدت مصادر أمنية أن عدد الضحايا لم يُحدد بدقة، لكن العملية كانت مركّزة وأجهزت على العناصر المستهدفة.

اعتداء بعد مطلب تصنيف

جاء هذا الاعتداء بعد أقل من 24 ساعة من إعلان النائب الجمهوري الأمريكي جو ويلسون عن تقدمه بمقترح قانون إلى الكونغرس لتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية.

النائب وصف الجبهة بأنها "ميليشيا ماركسية مدعومة من إيران وحزب الله وروسيا"، وأشار إلى تهديدها لاستقرار حليف تاريخي للولايات المتحدة: المملكة المغربية.

المقترح الأمريكي يستند إلى تقارير استخباراتية وأدلة مرئية، من بينها تحقيقات نشرتها مجلة Jeune Afrique، تكشف عن تدريبات تلقاها عناصر من البوليساريو على يد حزب الله في تندوف، وتشير إلى تزويد الجبهة بطائرات بدون طيار إيرانية.

كما استعرض المقترح صورًا تعود إلى الثمانينيات تُظهر عناصر البوليساريو أمام صور الخميني، في تجسيد للعلاقات العريقة بين الطرفين.

جدير بالذكر أن الصواريخ التي سقطت في السمارة هي من طراز "آرش"، وهي إيرانية الصنع.

البوليساريو.. في النّزع الأخير

يرى محللون أن الهجوم على السمارة، حتى وإن لم يُخلّف خسائر بشرية، قد يكون القشة التي تقصم ظهر البوليساريو.

فالعالم، وخصوصًا الولايات المتحدة، أصبح مطالبًا باتخاذ موقف حازم، وتحويل المقترح البرلماني إلى قرار تنفيذي.

ويعتبر مراقبون أنه، إذا ما تم تصنيف الجبهة كتنظيم إرهابي، فإن ذلك سيفتح الباب أمام سلسلة من الإجراءات القضائية والمالية، ويقضي عمليًا على ما تبقى من شرعية سياسية كانت تتذرع بها .

من جهة أخرى، فإن ربط الجبهة المتزايد بشبكات التهريب والإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، يجعلها موضوع قلق أمني دولي، لا مجرد طرف في نزاع إقليمي.

هذا التحول في النظرة الغربية إلى البوليساريو، وفق محللين، يمثل تحولًا مفصليًا في عمر الأزمة، وربما مؤشرًا على اقتراب نهاية صبر المنتظم الدولي.

ويخلص هؤلاء إلى أن هجوم السمارة يختبر جدية المجتمع الدولي، وخاصة واشنطن، في التعامل مع تهديدات الأمن والاستقرار في شمال إفريقيا، وأن زمن المهادنة والقراءات الرمادية قد ولى، فالجبهة التي تلجأ إلى السلاح والصواريخ لم تعد فاعلًا سياسيًا بل تهديدًا صريحًا.