سيوفر آلاف الوظائف في المغرب.. الجرف الأصفر يحتضن أول مجمع صناعي ضخم لمواد بطاريات الليثيوم

 سيوفر آلاف الوظائف في المغرب.. الجرف الأصفر يحتضن أول مجمع صناعي ضخم لمواد بطاريات الليثيوم
آخر ساعة
الأربعاء 25 يونيو 2025 - 21:41

دشّنت شركة كوبكو (COBCO)، اليوم الأربعاء بالمنصة الصناعية للجرف الأصفر، أول وحدة صناعية بالمغرب لإنتاج مواد بطاريات الليثيوم-أيون، بطاقة إنتاجية تصل إلى 40 ألف طن سنوياً.

المشروع يُعد خطوة استراتيجية نحو إرساء منظومة وطنية متكاملة لصناعة البطاريات الكهربائية، وتعزيز مكانة المملكة في سلاسل القيمة العالمية للتكنولوجيا النظيفة.

وتندرج هذه الوحدة ضمن المرحلة الأولى من استثمار شركة "كوبكو" في مجمع صناعي ضخم لإنتاج مواد الكاثود الأولية (PCAM)  من النيكل، والمنغنيز، والكوبالت  (NMC)، والتي تُعتبر مواداً أساسية في تصنيع البطاريات الموجهة للسيارات الكهربائية وأنظمة تخزين الطاقة.

كوبكو هي ثمرة شراكة استراتيجية بين صندوق الاستثمار المغربي "المدى"، وشركة CNGR Advanced Materials الصينية، الرائدة عالمياً في مجال مواد البطاريات.

وتتمركز الشركة في قلب الجرف الأصفر على مساحة تتجاوز 200 هكتار، وتشكل لبنة أولى في طموح المغرب لتأسيس صناعة جيل جديد، نظيفة، متكاملة وقادرة على المنافسة عالمياً.

وفق المعطيات التي قدمتها الشركة، فإن المشروع سيتوسع ليشمل ثلاثة مشاريع صناعية كبرى، بطاقة إجمالية تعادل 70 غيغاواط/ساعة سنوياً، ما يكفي لتزويد نحو مليون سيارة كهربائية كل عام.

وسيضم المركب الصناعي وحدات لإنتاج 120 ألف طن من مواد  NMC ، و60 ألف طن من كاثود فوسفات الحديد الليثيوم  (LFP)، عند استكمال البيئة الصناعية الجهوية الخاصة به، وكذا منشآت لتكرير المعادن وإعادة تدوير الكتلة السوداء بطاقة تتجاوز 60 ألف طن سنوياً.

بفضل موقعه الاستراتيجي عند ملتقى القارات الإفريقية، الأوروبية، الأمريكية والآسيوية، يعزز المشروع السيادة الصناعية للمغرب، كما يدعم منظومته الصناعية في قطاع السيارات، خصوصاً في سياق التحول نحو التنقل الكهربائي.

 ويستفيد المشروع من الميزات التنافسية التي يقدمها المغرب، مثل الطاقة الخضراء منخفضة التكلفة، القرب من الأسواق العالمية، وتوفر الموارد المعدنية الأساسية.

من المتوقع أن يُوفر المشروع أكثر من 5,000 فرصة عمل خلال مرحلة البناء، و1,800 وظيفة مباشرة مؤهلة، إضافة إلى 1,800 وظيفة غير مباشرة بعد التشغيل الكامل.

كما يُخصص المشروع حيزاً كبيراً لتكوين الكفاءات الوطنية في مهن البطاريات، بشراكة مع الجامعات المغربية ومؤسسات تكنولوجية دولية.

وأكدت شركة كوبكو التزامها بالمعايير البيئية من خلال اعتماد استراتيجية منخفضة الكربون.

وستعتمد الشركة على 80% من الطاقة الخضراء بحلول سنة 2025، لترتفع إلى 100% مع نهاية 2026، بالإضافة إلى استخدام مياه محلاة، إعادة التدوير الصناعي، والحصول على شهادات مطابقة للمعايير البيئية الدولية.

كما تعتزم الشركة الانخراط في مشاريع دولية للكشف عن الانبعاثات الكربونية (SBT) ومبادرة الإفصاح الكربوني (CDP)، مما يعزز موقعها كشركة صناعية مسؤولة ومبتكرة على المستوى العالمي.

أشاد مجلس إدارة كوبكو بسرعة إنجاز الوحدة الصناعية، التي تم تشييدها وتشغيلها في أقل من سنة منذ انطلاق الأشغال، في ما يُعتبر إنجازاً صناعياً غير مسبوق في هذا المجال. ويؤكد هذا الإنجاز قدرة المغرب على احتضان مشاريع صناعية متقدمة في آجال قصيرة وبمستوى عالمي.

بهذا التدشين، يفتح المغرب صفحة جديدة في مسار التحول الصناعي الأخضر، ويُعزز حضوره كفاعل محوري في صناعة البطاريات، أحد أبرز رهانات المستقبل في الاقتصاد العالمي.