صناعة الطيران بالمغرب.. المملكة تحلق بجناحي العزيمة والتفرّد

 صناعة الطيران بالمغرب.. المملكة تحلق بجناحي العزيمة والتفرّد
آخر ساعة
الثلاثاء 2 أغسطس 2022 - 16:08

بوتيرة متصاعدة، وبعزيمة ورؤية ملكية واضحة، يتجه المغرب بخطى ثابتة نحو قصة نجاح متفردة في عالم صناعة الطيران.

 ويرى محمد جدري، الخبير الاقتصادي المغربي، في تصريح لوكالة الأناضول، أن هناك إرادة سياسية قوية للمرور بالمغرب من اقتصاد فلاحي إلى اقتصاد صناعي، موضحا أن المملكة تتوفر على بنية تحتية ملائمة ومتطورة، منها المناطق الصناعية المتواجدة في طنجة والدار البيضاء والقنيطرة.

كما توجد بنيات تحتية آخذة في التطور لاحتضان المستثمرين الأجانب الذين يرغبون في الاستثمار بالقطاعات الصناعية، ومنها صناعة الطيران.

ووفق الخبير ذاته، فإن المملكة طورت من الكفاءات في ميدان صناعة الطيران، وتوفقت في نقل التجربة من الأطر الأجنبية إلى نظيرتها المغربية، لافتا إلى أن قصة النجاح "هي بفعل مجهودات وعمل بُذل على مدى السنوات العشر الماضية".

كما يرتبط نجاح هذا التوجه بالتحفيزات الضريبية وبإصلاح القطاع الجبائي وبدعم تنافسية الأبناك لضمان تمويل المشاريع، إضافة إلى موقع المغرب الاستراتيجي في هذا النجاح.

وسبق لعزيز أخنوش، رئيس الحكومة أن أكد، في مناسبة سابقة، أن هناك آفاقا واعدة تنتظر قطاع صناعة الطيران بالمغرب، خاصة وأن شركات عالمية كبرى مستعدة لمواصلة هذا المسار الصناعي المهم الذي سطره الملك محمد السادس.

وأضاف "نحن أمام آفاق جديدة بالنظر لوجود إمكانيات كبرى في هذا القطاع الذي يشهد تحولا كبيرا".

 وفي سياق متصل أبرز أخنوش، أن صناعة الطيران بالمغرب هي في تطور مستمر منذ أن أعطى الملك محمد السادس انطلاقة هذا القطاع على المستوى الوطني قبل عقدين من الزمن، وكذا الاهتمام الكبير الذي يوليه لهذه الصناعة المهمة.

وأوضح رئيس الحكومة أن هذا التطور يتجسد بشكل خاص في وجود تحول نوعي تكنولوجي كبير يشهده هذا القطاع، فضلا عن وجود استثمارات رفيعة لمجموعات عالمية كبرى.

 وأبرز أن سر النجاح في هذا القطاع هو تكوين الشباب الذي يحرص عليه مهنيو القطاع والدولة المغربية "، مشيرا إلى أنه بفضل التكنولوجيا الدقيقة وعمل الشباب وعوامل أخرى تمكن المغرب من النجاح في هذا القطاع.

وفي ذات السياق، يكشف إدريس الفينة، الخبير الاقتصادي المغربي، أن استراتيجية أول مخطط اعتمده المغرب في 2005 يهم القطاع الصناعي، اهتمت بالمهن العالمية ومنها ما يتعلق بصناعة الطائرات.

وأضاف في تصريح لوكالة الأناضول أن الدخول في السلسلة العالمية لتركيب الطائرات "كان هدفا سطره المغرب، وذلك يتم عبر مراحل".

وتابع: "كل دولة تتخصص في مجال معين، وحصة المغرب بدأت تتوسع فأصبحت له قيمة مضافة، ولم يعد يهتم بتركيب أجزاء الطائرات فقط، بل بادر إلى خلق وحدات للتصنيع تطورت لتصبح فروعا لشركات عالمية".

واعتبر الفينة أن البلد وفر للشركات المصنعة مناخا ملائما للاستثمار، ما جعل قطاع الطيران يتطور بسرعة مهمة جدا، ويساهم في تحسين الميزان التجاري.

وتابع: "قطاع صناعة الطائرات بالمملكة، تدعمه بقوة تكنولوجيا الطيران المتطورة التي يتوفر البلد على مقومات التمكن منها، ما يؤهل القطاع ليصبح ناقلا للتكنولوجيا، وموزعا لها على قطاعات أخرى صناعية بهدف استبدال الواردات".

لايكتفي المغرب فقط بنظرة قاصرة أو محدودة، بل إنه يتطلع إلى المستقبل بشكل استشرافي، منتبها إلى أن ملامح صناعة الطيران مستقبلا صارت أكثر وضوحا، مما يؤشر على تحول بيئي نحو الطائرات الخضراء والإنتاج منخفض الكربون.

ويبدي الفاعلون المغاربة اهتماما كبيرا بالاتجاهات والفرص المتاحة، وهم عازمون على تقليل بصمتهم الكربونية وتلبية هذه المتطلبات الجديدة.

فخلال "لقاءات الفضاء الرقمي"، التي جرى تنظيمها قبل شهور قليلة، وقع أعضاء تجمع الصناعات المغربية في الطيران والفضاء التزاما أخلاقيا لتخفيض الكربون، مما يؤكد الطبيعة الاستراتيجية لهذا التوجه لدى هذه المجموعة.

وهكذا، فإن هؤلاء الأعضاء عازمون على "أجرأة خفض الكربون من إنتاجهم في ظل أفضل ظروف المواكبة الممكنة وبدعم من الهيئات الحكومية والمؤسساتية، وذلك بنفس وتيرة الإجراءات التي يتم اتخاذها على المستويين الأوروبي والعالمي".

كما يعد تملك عمليات الصناعة (4.0) وولوج أسواق جديدة من الرهانات الأساسية لتجمع الصناعات المغربية في الطيران والفضاء، والذي يعلق آمالا كبيرة على استئناف حركة النقل الجوي وفتح الحدود، باعتباره شرطا لا غنى عنه من أجل انتعاش دائم للقطاع الذي أبان عن قدرة كبيرة على التكيف.