أكد لحسن البوهالي، الخبير في التحول الرقمي ومدير المهرجان الدولي للفنون الرقمية بخريبكة، أن الذكاء الاصطناعي وُجد بداية في خيال السينما قبل أن يتحول إلى واقع يغير وجه العالم. جاء ذلك خلال ندوة حول التحولات التكنولوجية في الفن السابع، ضمن فعاليات الدورة 25 لمهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية، اليوم الأحد.
📽️ السينما... مهد الخيال الاصطناعي
وأوضح البوهالي أن السينما العالمية كانت سبّاقة في استكشاف الذكاء الاصطناعي منذ عقود، من خلال أفلامٍ جسدت الخوف، الأمل، الغموض، أو حتى التفاؤل تجاه هذه التكنولوجيا. وأضاف أن الأفلام لعبت دورًا كبيرًا في تشكيل الوعي الجماعي تجاه الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي أصبح اليوم جزءًا لا يتجزأ من أدوات الإبداع الحديثة.
🧠 الذكاء الاصطناعي كأداة إبداعية في صناعة السينما
أبرز الخبير الرقمي أن الذكاء الاصطناعي الإبداعي يمكن اعتباره أداة قوية لإنتاج محتوى سينمائي جديد، وقال:
"على عكس الذكاء الاصطناعي التقليدي، فإن الذكاء الاصطناعي الإبداعي صمم خصيصًا لإنتاج أعمال جديدة انطلاقًا من محتويات قائمة".
وأشار في هذا السياق إلى إطلاق أول مهرجان عالمي مخصص للأفلام المنتَجة بالكامل بالذكاء الاصطناعي، وهو مهرجان "أرتيفاكت" في فرنسا، الذي يحتفي بالأعمال السينمائية المصممة رقمياً دون تدخل بشري مباشر.
⚖️ حقوق المؤلف والنقاشات الأخلاقية
لفت البوهالي إلى أن هذه التطورات تفتح الباب أمام نقاشات قانونية وفنية شائكة، خاصة فيما يتعلق بمسألة حقوق المؤلف، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي لا يبتكر من الصفر، بل يعيد تركيب ما سبق.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان يمكن اعتبار العمل المنتَج بالذكاء الاصطناعي فناً، أجاب:
"إذا وصف شخص ما هذا العمل بأنه فن، فهو كذلك".
🎥 عروض الأفلام في اليوم الثاني من مهرجان خريبكة 2025
في اليوم الثاني من المهرجان، انطلقت عروض المنافسة الرسمية للأفلام الطويلة بـثلاثة أعمال متميزة:
- "أوموكاني" (رواندا) – إخراج جون كوييزي
- "وارسا / إرث" (تشاد) – إخراج أرون باداك زيغوبي
- "وشم الريح" (المغرب) – إخراج ليلى التريكي
وفي فئة الأفلام القصيرة، تم عرض:
- "الاستجواب" (الطوغو) – جان لوك راباتيل
- "الميدالية" (إثيوبيا) – روث هوندوما
- "صورة لامرأة بلا وجه" (إفريقيا الوسطى) – سعدية كوسانكو
🌍 مهرجان خريبكة: منصة سينمائية إفريقية تجمع 45 دولة
ينظم مهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويستقبل هذا العام 350 سينمائيًا من 45 بلدًا إفريقيًا ودوليًا. ويأتي شعار الدورة 25:
"من جذبة الحكواتيين إلى صرامة الخوارزميات: تجاذبات السينما الإفريقية"
ليفتح نقاشًا معمقًا حول تأثير الذكاء الاصطناعي على السرديات والمهن السينمائية في إفريقيا.