زيارات سرية وتصنيف جديد.. المؤسسات السياحية بالمغرب تشهد تحولاً نوعيا

 المغرب يُحدث ثورة في تصنيف المؤسسات السياحية لضمان تجربة مثالية للزوار
آخر ساعة
الثلاثاء 10 يونيو 2025 - 19:36

أعلنت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني عن صدور خمسة قرارات جديدة في الجريدة الرسمية، تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في القطاع السياحي وتوفير تجربة سياحية لا تُنسى. تعزز هذه القرارات الإطار التنظيمي للقانون رقم 14-80 المتعلق بالمؤسسات السياحية.

سيستفيد قطاع الإيواء السياحي من نظام تصنيف مبسط يعتمد على النجوم، متوافقًا مع المعايير الدولية. هذا يعني أن دور الضيافة والإقامات السياحية والنوادي الفندقية، التي كانت تُصنّف سابقًا بالدرجات، ستُصنّف الآن بالنجوم على غرار الفنادق. كما تم إدراج المؤسسات ذات الطابع المغربي الأصيل مثل الرياض والقصبة ضمن هذا النظام الجديد، مما يتيح لها إبراز أصالتها وتمييز عروضها.

يُعد التصنيف بالنجوم، المعترف به عالميًا، عاملًا أساسيًا في بناء ثقة السياح عند اختيارهم للإقامة، ويوفر للمهنيين رؤية أوضح لعروضهم. ولم يعد التركيز على البنية التحتية والتجهيزات فقط، بل أصبحت جودة الخدمات عاملًا حاسمًا في التقييم.

لضمان استمرارية الجودة، ستُجرى زيارات سرية منتظمة من قبل خبراء متخصصين، لتقييم الخدمات بناءً على معايير دقيقة (قد تصل إلى 800 معيار) تم تطويرها بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للسياحة. يُسلم تصنيف المؤسسات السياحية لمدة سبع سنوات ويُجدد كل خمس سنوات.

تم إدخال مستجد هام يخص الفنادق من فئة الخمس نجوم والفنادق الفاخرة، وهو مفهوم الإقامات العقارية المسندة. تتيح هذه الآلية للمستثمرين إسناد فيلات تابعة لفنادقهم، يمكنهم بيعها لأفراد مع تولي إدارة هذه الفيلات لمن يبحثون عن تجربة إقامة خاصة تتكامل مع خدمات الفندق. تُعد هذه الخطوة آلية حكومية جديدة لتشجيع الاستثمار في القطاع السياحي.

سيستفيد مهنيو القطاع من فترة انتقالية مدتها 24 شهرًا للالتزام بالمعايير الجديدة للتصنيف. توفر هذه الفترة الوقت الكافي لإجراء التحسينات اللازمة، وتدريب فرق العمل، والاستعداد لعمليات التصنيف.

قريبًا، سيُعزز الإطار التنظيمي بقرارات جديدة تهدف إلى هيكلة ثلاثة أشكال مهمة من الإيواء السياحي: المخيم المتنقل (بيفواك)، والإيواء عند الساكنة، والإيواء البديل الذي يشمل أشكال إقامة مبتكرة. سيتضمن هذا الإطار أيضًا المنتجات المعروضة على المنصات الأكثر استخدامًا.

ستساهم هذه القرارات المستقبلية في تحقيق عدة أهداف: ضمان جودة وسلامة الخدمات المقدمة للسياح عبر دفاتر تحملات صارمة، وتوفير إطار واضح لدمج الفاعلين غير المهيكلين تدريجيًا، وأخيرًا، استفادة السياح من تعدد خيارات الإقامة المتاحة. من المتوقع أن يؤثر تنويع العرض السياحي إيجابًا على الأسعار، خاصة خلال الموسم الصيفي، مما سيشجع السياح على السفر مع ضمان جودة الخدمات.