هل فقد حزب العدالة والتنمية البوصلة؟

 هل فقد حزب العدالة والتنمية البوصلة؟
آخر ساعة
الثلاثاء 3 يونيو 2025 - 15:20

اعتبر الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية أن الانتقادات التي طالت تصريحات زعيمه عبد الإله بنكيران، بخصوص مشاركة فيلق من الجيش الإسرائيلي في عمليات "الأسد الإفريقي"، استعداءً للحزب ومحاولةً للوقيعة بينه وبين مؤسسات الدولة.

واعتبر الموقع أن الأمين العام والأمانة العامة للحزب" لم يتطرقا أبدا لمؤسسة الجيش التي يُكِنُّ لها الحزب كل التقدير والاحترام ويُقَدِّرُ عاليا أدوارها الوطنية الكبيرة، وهو ما يعبر عنه الحزب في كل مناسبة".

لكن بالعودة لتغطية الحزب نفسه، نجد أنه استخدام عنوان " مشاركة إسرائيل في مناورات بأرضنا لا يجوز شرعا ولا ديمقراطيا".

ومن المعروف أن هذه المشاركة تمت في مناورات مشتركة بين الجيش المغربي والأمريكية فيما يعرف بتمرين "الأسد الإفريقي".

وقال بنكيران، في كلمته خلال اجتماع الأمانة العامة للحزب، السبت 31 ماي 2025، إن الأخبار التي تروج عن مشاركة فيالق مكونات من الجيش الإسرائيلي فوق أرضنا في مناورات عسكرية "هو أمر لا يجوز شرعا"، مشددا أن دخولهم إلى بلادنا في هذا الوقت والمشاركة في أي نشاط "لا يجوز شرعا ولا ديمقراطيا".

وأضاف أن هؤلاء محاربون "يقتلون إخواننا ولا يجوز لنا أن نشاركهم في أي شيء، وأملنا أن تسارع بلادنا إلى وقف كل أشكال التعاون أو العلاقات مع هذه الدولة المارقة".

وبالمقارنة بين المنشورين، يبدو واضحا أن الحزب يناقض نفسه بنفسه، أو على الأقل يناقض تصريحات أمينه العام، لأن ما قاله هذا الأخير هو أن مشاركة الجيش الإسرئيلي في تمرينات الجيش "لا تجوز".

ومن المعروف أن هذه التمرينات تجري بمشاركة الجيش المغربي، وعلى أرض مغربية، ما يعني أن الجيش كان ينبغي عليه أن يرفض هذه المشاركة، وفق فحوى تصريحات بنكيران.

فأن يعود الحزب ليفنّد ما تم التصريح به فعلا من طرف أمينه العام، والتغطية التي نشرها بنفسه، بعنوان واضح بارز، يوضح بشدة حزب المصباح قد فقد البوصلة، وأنه أصبح يقول وينشر شيئا، ثم يعود لينفيَه، بعد أن يتضح له أن التصريحات كانت في غير موضعها، وربما "متهورة" أحيانا.

سبق لبنكيران، في مرات عديدة أن قال الشيء ونقيضَه، والفيديوهات التي توثق ذلك لا زالت موجودة، وفي هذه المرحلة الحرجة التي يأمل فيه الحزب أن يعود للانتخابات بقوة، وأن يحقق "الريمونتادا" على رأي أحد قياداته، لن يكون هذا التناقض السافر في صالحه أبدا.