شهدت مدينة طنجة، مؤخرا، ولادة فكرة مبتكرة تهدف إلى تغيير مفهوم خدمات التنظيف في المغرب، من خلال الدمج بين التكنولوجيا والطموح، حيث أطلقت شركة D3Drone أولى خدمات التنظيف بالدرون بالمملكة، مستهدفة العمارات والفنادق العالية والفضاءات المفتوحة، في تجربة فريدة تجمع بين الأمان والدقة والسرعة.
في هذا الحوار، نلتقي مع بدر كنون، مدير الشركة، لاكتشاف تفاصيل هذه الخدمة الثورية، كيف تعمل، من تستهدف، ولماذا يمكن أن تُشكّل مستقبل التنظيف في المغرب وخارجه.
"D3Drone" هي أول شركة تستخدم الطائرات بدون طيار في خدمات التنظيف بالمغرب. كيف وُلدت هذه الفكرة؟
الحقيقة، الفكرة وُلدت من حاجة حقيقية في مدينة مثل طنجة، التي تعرف توسعًا عمرانيًا سريعًا وظهور مبانٍ شاهقة وفنادق فخمة وفضاءات مفتوحة يصعب تنظيفها بالطرق التقليدية. سألنا أنفسنا: لماذا لا نوظف التكنولوجيا الحديثة، وتحديدًا الدرون، لحل هذا المشكل؟ وهكذا بدأت هذه الثورة الحضرية التي أطلقنا عليها اسم D3Drone.
وما الذي يجعل هذه الخدمة مختلفة عن طرق التنظيف التقليدية؟
الفرق كبير. أولاً، السلامة: لم نعد نحتاج عمالًا يتدلون من الطوابق العليا بحبال قد تكون خطرة. الدرون يقوم بالمهمة بأمان كامل. ثانيًا، السرعة والدقة: الدرون مزود بكاميرات ذكية ترصد الأوساخ وتتعامل معها مباشرة، باستخدام تقنية رش الماء النقي والتجفيف بالهواء المضغوط. والنتيجة: نوافذ لامعة خلال دقائق، وبدون أي إزعاج للسكان أو نزلاء الفنادق.
ما نوع الفضاءات التي تستهدفونها بهذه التقنية؟
نشتغل مع الفنادق، الإقامات الحديثة، المراكز التجارية، ملاعب كرة القدم، وحتى الألواح الشمسية. كل ما هو عالٍ أو يصعب الوصول إليه، نحن نوفر له الحل المناسب.
ماذا عن الجانب البيئي؟
طبعًا. نستخدم منظفات بيولوجية قابلة للتحلل، وآليات تنظيف لا تستهلك كميات كبيرة من المياه. نحن حريصون على أن يكون الابتكار في خدمة الإنسان والبيئة في آن واحد.
وماذا عن التكلفة؟ هل هي في متناول الجميع؟
المثير أن هذه التقنية توفر في التكاليف على المدى المتوسط. لا حاجة لتجهيزات ثقيلة، ولا لأيام عمل طويلة. وبالتالي، التكلفة النهائية غالبًا ما تكون أقل مما تظن.
تطلقون على مشروعكم وصف "ثورة حضرية". هل تعتبرون أنفسكم فعلاً في طليعة التغيير؟
نحن نطمح لذلك، فـــ "D3Drone" ليست مجرد شركة تنظيف، بل رؤية لمستقبل المدن الذكية والخدمات الذكية. بدأنا من طنجة، لكن الأفق مفتوح. نؤمن أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تغيّر طريقة التعامل مع الفضاءات الحضرية في المغرب وشمال إفريقيا بأكملها.