كشفت نتائج الجولة العاشرة من استطلاع "أفروباروميتر" في المغرب، الذي أُجري في فبراير 2024 وشمل 1200 مواطن بالغ، عن أن غالبية المغاربة يشعرون بالتفاؤل تجاه مسار البلاد، رغم استمرار القلق بشأن الوضع الاقتصادي وسبل العيش.
وبحسب الاستطلاع الذي أنجزه معهد Global for Survey and Consulting لصالح شبكة Afrobarometer، يرى أكثر من 70٪ من المغاربة أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح، مقابل 27٪ يرون أنها تسير في الاتجاه الخاطئ.
الوضع الاقتصادي مصدر قلق
ورغم هذه النظرة الإيجابية، فقد وصف نحو نصف المستجوبين الوضع الاقتصادي في البلاد بأنه "سيئ" أو "سيئ جدًا"، في حين صرّح 53٪ منهم أنهم عانوا من نقص في الدخل المالي خلال الـ12 شهرا الماضية.
كما تم التطرق إلى صعوبات في الحصول على الرعاية الصحية والماء الصالح للشرب، خصوصًا في المناطق القروية.
أما أهم القضايا التي تشغل المغاربة فهي: الأجور والدخل، والبطالة، وارتفاع تكاليف المعيشة، والصحة، والتعليم، والسكن.
الديمقراطية الأفضل
أظهر الاستطلاع تمسّكًا واضحًا بقيم الديمقراطية، حيث عبّر نحو 78٪ من المستجوبين عن قناعتهم بأن الديمقراطية هي أفضل نظام للحكم، غير أن ربع المستجوبين فقط يرون أن المغرب يتمتع بديمقراطية مكتملة، فيما رأى حوالي 29٪ أنها تعاني من مشاكل كبيرة.
في السياق ذاته، يرى 60٪ من المغاربة أن البرلمان يجب أن يكون له دور حاسم حتى وإن تعارض مع رئيس الحكومة، كما طالب 64٪ منهم بأن يقدم رئيس الحكومة تقارير منتظمة حول صرف المال العام.
الحريات والتفضيلات المهنية
فيما يتعلق بالحريات الفردية، أفاد أكثر من 70٪ من المشاركين بأنهم يشعرون بحرية التعبير والانتماء السياسي والتصويت دون ضغوط، غير أن نسبة مهمة، خصوصًا في المناطق القروية، لا تزال تشكك في مدى توفر هذه الحريات.
وعند سؤالهم عن تفضيلاتهم المهنية، اختار أكثر من نصف المستجوبين إطلاق مشروعهم الخاص كخيار أول، بينما فضّل 24,8٪ العمل في القطاع العام. وهو ما يعكس روحًا ريادية متزايدة، خاصة بين الشباب وسكان المدن.
يذكر أن الاستطلاع أجريَ من خلال مقابلات مباشرة مع المستجوبين بين 11 و29 فبراير 2024، وشمل عينة تمثيلية وطنية مكونة من 1200 شخص بالغ، بهامش خطأ لا يتجاوز ±3٪ وبنسبة ثقة تبلغ 95٪.
وتعد Afrobarometer شبكة بحثية مستقلة تُعنى بقياس الرأي العام في القارة الإفريقية، خاصة في مجالات الديمقراطية، والحكامة، والتنمية.