قام المكتب الوطني للسكك الحديدية، بنشر تقريره السنوي الثاني حول المعايير البيئية والاجتماعية والحكامة (ESG).
ولا يمثل القطار سوى 0,43٪ من الانبعاثات الوطنية للغازات الدفيئة، و1,9٪ فقط من تلك الصادرة عن قطاع النقل، مع قيامه في الوقت ذاته بدور محوري في نقل المسافرين والبضائع.
مبادرات عملية
وكشف المكتب، عبر تقريره، عددا من المبادرات العملية التي اعتمدها في مجال التنمية المستدامة، منها أن 90% من القطارات الكهربائية الآن تعمل بالطاقة الخضراء، بالإضافة إلى إدارة الموارد بشكل فعال، مع تعزيز التميز التشغيلي، وتعزيز التنقل المتعدد الوسائط.
كما كشف التقرير أن المكتب التزم بتطبيق أنظمة القيادة البيئية والتصميم البيئي، بالإضافة إلى اعتماد مصادر الطاقة البديلة، خاصة الطاقة الشمسية، لإضاءة المحطات والمباني.
وأضاف نفس المصدر أن المكتب عمل على تحسين عمليات الإنتاج ومعالجة النفايات، وتنظيم مبادرة للاقتصاد الدائري، فضلا عن الحصول على شهادات للمواقع وفقا للمعايير الدولية ISO14001 و50001ISO .
ينضاف إلى هذا الأنشطة التدريبية والتوعوية، وتعميم دراسات التأثير البيئي للمشاريع الكبرى، وإصدار سندات مالية معتمدة "خضراء"، وتعزيز الشراكات مع المؤسسات المتخصصة.
الحصيلة الكربونية
بخصوص الحفاظ على البيئة وإزالة الكربون، قام المكتب الوطني للسكك الحديدية بإعداد حصيلته الكربونية لسنة 2024 وفقًا للمعايير الدولية والمقاربات المعتمدة عالميًا.
ورغم تطور استخدام القطار كوسيلة للسفر نظرا لمزاياه اللامحدودة لفائدة المجتمع، أظهرت حصيلة المكتب انخفاضا كبيرا في البصمة الكربونية للمكتب الوطني للسكك الحديدية من خلال النتائج القياسية التي عرفتها سنة 2024 مقارنة بسنة 2023، حيث تم تسجيل انخفاض بنسبة 26% من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة، إذ لم تتجاوز 219 ألف طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون (مقابل 297 ألف طن)، علما أن 34% من هذه الانبعاثات هي متعلقة بالتنقلات الإضافية.
كما تم تسجيل ربح في كثافة الكربون للركاب بنحو 7.31 جرام من ثاني أكسيد الكربون، حيث تم تسجيل 5.71 غرام فقط من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر مقطوع من طرف كل مسافر ضمن 55.10 مليون مستعمل للقطار، أي أن التنقل عبر القطار ينتج انبعاثات 20 مرة أقل مقارنة بالسيارة، مع انخفاض في كثافة الكربون المرتبطة بنقل البضائع بـ 10.35 غرام من ثاني أكسيد الكربون، لتصل إلى 13.02 غرام فقط من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر تُنقل فيه كل طن من بين 21.23 مليون طن تم شحنها.
يذكر أن تقليص 77.83 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنة 2024 يعادل الانبعاثات اليومية لــ 20 إلى 250 سيارة من الطريق السيار الرابط بين الدار البيضاء والرباط، أوتزويد 10 900 أسرة بالتدفئة لمدة سنة، أو غرس 2.103.800 شجرة تمتص الكربون.
وخلص التقرير إلى أن هذه النتائج "تعكس الالتزام الراسخ للمكتب الوطني للسكك الحديدية بالانتقال البيئي والتنقل المستدام والذي يندرج في إطار الرؤية الملكية المستنيرة، التي تجعل من التنمية المستدامة رافعة أساسية للازدهار الاجتماعي والاقتصادي لبلادنا ولأجيال المستقبل".