عندما صفع ويل سميث حدود السخرية في الثقافة الغربية

 عندما صفع ويل سميث حدود السخرية في الثقافة الغربية
آخر ساعة
الأثنين 28 مارس 2022 - 18:22

أثارت الصفعة التي وجهها الممثل الأمريكي إلى مقدم حفل الأوسكار، الممثل الكوميدي كريس روك، في حفل الأوسكار الكثير من الجدل والتعليقات، في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي على حد سواء.

وتنوعت هذه التعليقات بين مؤيد لحركة ويل سميث، باعتبارها ردة فعل طبيعية عمّا قاله كريس روك عندما سخِر ضمنيا من تسريحة شعر زوجته، مشبّها إياها بتسريحة "ديمي مور" في فيلم "جي آي جين"، وبين رافض لها بحجة أن هناك أكثر من طريقة للردّ عدا هذا العنف غير المبرّر من طرف سميث.

وإن كان الأمر يتعلق إلى حد ما بحدث عابر سرعان ما سينسى وسط زحمة الأخبار المختلفة (رغم بعض المزاعم بأن الجائزة قد تسحب من ويل سميث بسبب فعلته)، فإن صفعة ويل سميث كانت صفعة في وجه الثقافة الغربية، وأحيت من جديد نقاش حدود الكوميديا والسخرية.. وهل يعتبر كل موضوع مباحاً ما دامَ ينضوي تحت مظلة "الفنّ" أو "السخرية"؟ أم أن هناك ما ينبغي تجنّبه وعدم التطرق له بغض النظر عن المسميات؟

هل تعتبر السخرية من المرض أمراً عاديا، أم جرحا حادّا لمشاعر المريض؟ولماذا لم تكن هناك اعتراضات على هذا النوع من السخرية في أكثر من عرض كوميدي (ستاند آب)؟ أو حتى في أفلام هوليود: سبقت السخرية من الأمراض والعاهات في عدد كبير جدا من الأفلام (مثال: السخرية من الأعمى في فيلم "الغبيّ والأغبى" لجيم كاري).

تقول الكواليس أن النكتة مرت مرور الكرام أثناء القيام بالأداء التجريبي للحفل، وضحك منها ويل سميث نفسه، لكن يبدو أن رؤية تعابير الضيق على وجه زوجته، جعل الحميّة تأخذ ويل سميث فقام ليقتصّ لها !

طبعا، فاز ويل سميث بجائزة أفضل ممثل، وعندما صعد المنصة تباكى كثيرا وأسال أنهارا من الدموع وكأنه يعتذر للجنة الأوسكار (وليس لكريس روك).

على الصعيد العربي، الأمور تكاد تكون واضحة، فهناك خطوط حمراء في أغلب المجتمعات، والسخرية من الزوجة أو الوالدين أو حتى الأبناء أم غير وارد ومرفوض، والذين يتقبلونه يفعلون ذلك على مضض، أو لحاجة فنية في نفس يعقوب.

لكن الثقافة الغربية عودتنا أنها لا تضع حدودا، والبرامج الساخرة لا تستثني أي شخص وأي شيء. وإطلالة صغيرة في يوتوب تكفي لتجد آلاف الفيديوهات التي يسخر فيها المذيعون من أمهات الفنانين، ومعتقداتهم، وربما ما هو أكبر، دون أن تتوقف الضحكات ودون أن يكون هناك أي اعتراض.

فما الذي جعل هذا يتغير في حالة ويل سميث؟ وما هي حدود السخرية الفنية؟ هل كان على ويل سميث أن يصفع صاحب النكتة أم أن يطلب من زوجته أن تكون أكثر تقبّلا للسخرية؟

وإذا كان الأمر هذه المرة نتجت عنه صفعة فقط، فهل يمكن أن تكون هناك ردود فعل أقوى في مواقف أخرى؟

يستحق الأمر نقاشا عميقا حقّا، سواء هنا في العالم العربي، أو في العالم الغربي.