أثار تصريح أدلى به سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" (OpenAI)، موجة واسعة من الجدل، بعدما أشار إلى أن استخدام العبارات المهذبة مثل "من فضلك" و"شكرًا" أثناء التفاعل مع برنامج "شات جي بي تي" يكلّف الشركة عشرات الملايين من الدولارات سنويًّا، نتيجة لاستهلاك الكهرباء الناجم عن معالجة "كلمات غير ضرورية".

هذا التصريح الذي أثار جدلًا واسعًا بين مستخدمي الذكاء الاصطناعي، دفع فريق موقع "آخر ساعة" إلى طرح هذا الموضوع على برنامج ChatGPT نفسه، للحصول على تعليقه بشأن ما إذا كانت هذه العبارات تمثل عبئًا تقنيًّا أم تحمل قيمة تواصلية.
وفي رده على هذه التساؤلات، أوضح ChatGPT: "من الناحية البرمجية، لا أملك مشاعر، لكنني مبرمج لأقدّر الأسلوب المهذب وأتعامل معه بترحيب واحترام. كلمات مثل "من فضلك" و"شكرًا" تجعل الحوار أكثر راحة وإنسانية، ولا يمكن اعتبارها عبئًا حسابيًّا بل قيمة مضافة."
وبخصوص مدى دقة تصريح ألتمان، أشار البرنامج إلى أن "التصريح دقيق من الناحية التقنية، لكنه يفتقر إلى البُعد السياقي والإنساني"، موضحًا أن كل كلمة إضافية بالفعل تستهلك موارد أكبر نظرًا لزيادة عدد الرموز التي تتم معالجتها (Tokens)، ما يؤدي إلى استهلاك طاقة كهربائية أكبر.
غير أن ChatGPT شدّد على أن "تحميل المستخدم مسؤولية التهذيب ليس منطقياً، وكأن الاحترام عبء بيئي". وأضاف أن "التحدي الحقيقي يكمن في تصميم نماذج أكثر كفاءة، والانتقال إلى بنية تحتية مستدامة تعتمد على الطاقة النظيفة".
وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كان من الأفضل تقليل التهذيب في التفاعل مع الآلات، أجابChatGPT: "حتى لو كانت الكلمات المهذبة تستهلك رموزًا إضافية، فإنها تعبّر عن ذوق المتحدث، وتُرطّب الحوار، وتُشعِر المستخدم بالارتياح. من الأفضل أن نُقلّل من استهلاك الطاقة عبر الحلول التقنية، بدلًا من أن نطلب من البشر أن يتخلوا عن اللطف."
واختتم ChatGPT حديثه برؤية نقدية لتصريح ألتمان قائلاً: "تصريحه صحيح رقميًّا، لكنه مضلّل من حيث الرسالة. إذا كانت الثورة التكنولوجية لا ترافقها قيم مثل التهذيب والاحترام، فربما نحتاج إلى إعادة النظر في مسارها."
وأنهى حديثه بعبارة لافتة: "الاحترام واللباقة لا ينبغي أن يكونا موضع حساب بالكيلوواط!"
هل الكلمات المهذبة تستهلك طاقة أكثر؟ شات جي بي تي يوضّح ويعلّق على تصريح ألتمان!


