أعلنت شركة الاتصالات الفرنسية "أورانج Orange" ومشغل الأقمار الصناعية الأوروبية "يوتيلسات"، يوم 4 مارس، أنهما سيعملان معًا لتوسيع الوصول إلى الإنترنت في أفريقيا والشرق الأوسط.
ووفق بيان مشترك للشركتين فإن هذه "الشراكة الإستراتيجية المتعددة السنوات" تهدف إلى ربط المناطق النائية بإمكانية الوصول إلى الإنترنت، وبالتالي تعزيز الشمول الرقمي في المنطقة.
4 دول
وفق نفس المصدر، ستستخدم "أورانج Orange" القمر الصناعي Eutelsat Konnect، وهو تكنولوجيا النطاق العريض المتطورة (المستخدمة بالفعل لمشتركيها في فرنسا)، لتزويد المنطقة بالإنترنت "الموثوق والآمن"، مع عروض تتكيف مع الواقع المحلي وتتوافق مع اللوائح الوطنية.
وقالت أورانج: "من خلال الجمع بين خبرة أورانج في مجال الاتصالات والابتكار التكنولوجي ليوتلسات في مجال الأقمار الصناعية، ستمكن هذه الشراكة من تقديم عروض تتكيف مع كل من الأفراد (B2C) والشركات (B2B)، وبالتالي ضمان اتصال آمن وموثوق وفعال".
في البداية، ستشمل الخدمة كلا من الأردن وساحل العاج والسنغال بالإضافة إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأكد سيريل دوجاردان، رئيس وحدة أعمال الاتصال في مجموعة يوتلسات: "إن تكنولوجيا الأقمار الصناعية لدينا، بما في ذلك قدرة GEO، بالإضافة إلى المرسى المحلي لشركة Orange، تجعل من الممكن توفير الاتصال في الأماكن التي تشتد الحاجة فيها إليه".
من جانبه، أكد جيروم هاينيك، المدير العام لشركة Orange أفريقيا والشرق الأوسط، أن المشغل يعتمد على خبرته من أجل وضع نفسه "كلاعب رئيسي لدعم توقعات العملاء المختلفة في المنطقة، مع ضمان الاتصال المستدام".
منافسة مع الأمريكيين
لدى Orange بالفعل 160 مليون عميل في أفريقيا والشرق الأوسط، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية للشركة الفرنسية.
ففي نونبر الماضي، على سبيل المثال، أعلنت "أورانج Orange" عن شراكة مع عملاقي الذكاء الاصطناعي الأميركيين، OpenAI وMeta، من أجل تقديم خدمات الذكاء الاصطناعي باللغات الإقليمية الأفريقية.
ومن خلال اقتحام سوق الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في أفريقيا والشرق الأوسط، تجد "أورانج Orange" نفسها في مواجهة منافسة شديدة من الأمريكيين.
وبينما بدأت أمازون في تطوير كوكبة من الأقمار الصناعية للقارة، فإن ستارلينك، مزود خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية لشركة سبيس إكس، المملوكة لإيلون ماسك، لديها بالفعل أنشطة في أقل من عشرين دولة أفريقية.
كما تأتي هذه الشراكة، في وقت تحدثت فيه تقارير إعلامية، من جانب آخر، عن عزم شركة "ستارلينك" المملوكة للملياردير إيلون ماسك، من أجل توفير خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في المناطق الجنوبية للمغرب.
الدور على المغرب؟
من المرتقب، وفقاً للمعطيات الظاهرة لحد الآن، أن يتم تعميم هذه الخدمة في معظم الدول التي تقدم فيها الشركة الفرنسية خدماتها.
ويعتبر المغرب واحداً من هذه الدول، وهو ما يعني أن تعميم خدمات الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية، قد يشمله في القريب العاجل، خصوصا أن المغرب يستعد لاحتضان كأس العالم سنة 2030 رفقة البرتغال وإسبانيا.
ويعد توفير خدمة إنترنت عالية السرعة والجودة في التظاهرات العالمية، خصوصاً كأس العالم، أمراً ضروريا، في ظل ما تحتاجه المنافسة من بنية تحتية تكنولوجية متينة ومستدامة.