ثروات جبل تروبيك.. نزاع تحاول إسبانيا أن تحسمه مع المغرب قبل 2030‎

 ثروات جبل تروبيك.. نزاع تحاول إسبانيا أن تحسمه مع المغرب قبل 2030‎
آخر ساعة
الأثنين 30 ديسمبر 2024 - 15:15

يتنافس المغرب وإسبانيا على جبل بحري يقع على عمق 4000 متر بالمحيط الأطلسي، يمتد تحت المياه الإقليمية لجزر الكناري التي تتمتع بالحكم الذاتي تحت السيادة الإسبانية.

يعرف الجبل باسم تروبيك ويضم ثروات معدنية هامة، تجعله يلعب دوراً محوريا، ويرى تقرير حديث لصحيفة "أتلانتيك أوي" أن الجبل سيلعب دوراً محوريا في "أجندة 2030"، خصوصا فيما يخص توفير المصادر النظيفة للطاقة وخدمة أهداف التنمية المستدامة، وبالتالي فإن حيازته تبقى هامة قبل ذلك التاريخ.

جبل تروبيك

"تروبيك" هو جبل من العصر الطباشيري ويحتوي على تركيز معادن أكبر 50000 مرة من أي موقع أرضي، وكان قد تشكل، على غرار جزر الكناري، نتيجة سلسلة من العمليات البركانية التي حدثت منذ ملايين السنين.

وتمتد مساحة الجبل الواسعة إلى جنوب غرب جزر الكناري وشمال الرأس الأخضر وغرب الصحراء المغربية، ويقع بين عمق 1000 و 4000 متر، حيث يبلغ عمق قمته 970 مترا وله قمة في الأعلى بمساحة 120 كيلومترا مربعا، وتكمن أهميته في الكمية الكبيرة من المعادن والمواد الخام الصناعية المهمة مثل التيلوريوم والكوبالت والأتربة النادرة.

نزاع "بارد"

في سنة 2014 قدمت إسبانيا رسميًا، إلى الأمم المتحدة، طلبًا لتوسيع جرفها القاري غرب جزر الكناري، بهدف تضمين الجبل البحري الاستوائي ضمن حدودها البحرية.

وفي عام 2020، وافق المغرب من جانب واحد على توسيع حدوده البحرية من خلال المطالبة بالمناطق التي تتداخل مع المياه جنوب جزر الكناري، والتي تشمل مناطق قريبة من جبل تروبيك.

ووفق مصادر إعلامية إسبانية، فإن هذه الحركة أثارت حينها قلقًا لدى الحكومة الإسبانية، لأنها قد تعرض السيطرة على هذه الموارد الاستراتيجية للخطر وتمثل سابقة في تحديد المياه الدولية.

ورغم هذا الوضع فإن المفاوضات بين البلدين تقدمت بحثا عن اتفاق يحترم حقوق الطرفين، حيث يحاول البلدان استكشاف سبل التوصل إلى توافق في الآراء بشأن ترسيم الحدود البحرية، وهي العملية التي لن يكون لها تأثير على المستوى الإقليمي فحسب، بل يمكن أن تمثل نقطة تحول في العلاقات الثنائية.

النظم البيئية البحرية

وفق صحيفة "أتلانتيك أوي"، فإن أهمية جبل تروبيك لا تكمن في ثرواته المعدنية فحسب، بل تتعداها لقيمته البيئية الكبيرة، وهو ما يضفي، وفق الوسيلة الإعلامية الإسبانية، بعدا بيئيا لهذا النزاع.

ويشير الخبراء إلى أن أي نشاط تعدين في المنطقة يجب أن يدار بمعايير مستدامة، مع تجنب الأضرار التي لا يمكن إصلاحها للنظم البيئية البحرية المحيطة.

أجندة 2030

من بين المواد التي يمكن العثور عليها في الجبل، يوجد التيلوريوم الذي يعد عنصرًا حاسمًا في تصنيع الألواح الشمسية عالية الكفاءة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية المتقدمة، مما يجعله موردًا أساسيًا في إطار تحول الطاقة العالمي.

ووفقا للخبراء، يحتوي هذا الجيب على واحدة من أكبر رواسب هذا العنصر، والتي يمكن أن تضع أحد البلدين كرائد في إنتاج المواد اللازمة للطاقة المتجددة.

ووفق صحيفة "أتلانتيك أوي"، فإن طموح إسبانيا في حيازة الجبل تعود إلى نهجها الذي يجمع بين الاستغلال المستدام لهذه الموارد والحفاظ على البيئة، "مما يعزز التزامها بخطة 2030 وأهداف التنمية المستدامة".

علاوة على ذلك، فإن السيادة على هذه الموارد يمكن أن توفر دفعة اقتصادية كبيرة للبلدين المتنازعين، مما يعزز موقفها في التحول إلى الاقتصاد الأخضر.

وتخلص الصحيفة الإسبانية إلى أن ترسيم حدود الجرف القاري "لا يشكل تحدياً دبلوماسياً فحسب، بل يشكل أيضاً قضية استراتيجية، حيث ستسمح السيطرة على جبل تروبيك بضمان وصول أحد البلدين إلى الموارد الرئيسية في عالم يعتمد بشكل متزايد على التقنيات النظيفة والمعادن النادرة".