"حرامي الدوحة" يكشف المستور.. وما خفي أعظم !

 "حرامي الدوحة" يكشف المستور.. وما خفي أعظم !
آخر ساعة
الثلاثاء 24 مايو 2022 - 3:09

في حوار مصور أجرته معه جريدة القبس الكويتية، كشف حمد بن جاسم، رئيس الوزراء القطري السابق، بجرأة نادرة عددا من الأسرار والكواليس التي شهدها خلال عمله كمسؤول حكومي.

رئيس الوزراء القطري السابق ووزير الخارجية القطري، أو "حرامي الدوحة" كما سماه أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني خلال لقاء جمعهما مع حسني مبارك، أوضح، في برنامج "الصندوق الأسود" الذي قدمه الإعلامي الكويتي عمار تقي،  كيف كانت عدد من الملفات تدار في الكواليس كعلاقات الدول العربية مع أمريكا وإسرائيل.

ومما رواه المسؤول السابق في هذا الصدد أن السعودية رفضت حضور إحدى القمم الإسلامية بالعاصمة الدوحة بسبب وجود مكتب تجاري إسرائيلي، هي ومصر وإيران.

وأضاف المتحدث أن مصر، رغم وجود سفارة إسرائيلية بالقاهرة، ساندت السعودية في قرارها، بينما وجه الاستغراب كله كان التنسيق السعودي الإيراني في هذا الباب، لدرجة أن إيران صرحت أنه لو واقفت السعودية على الحضور، حتى بوجود المكتب، فإن إيران لا مانع لديها أيضا من الحضور.

بن جاسم قال إنه اقترح على الملك عبد الله آنذاك أن يتم إصدار بيان يعلن إقفال المكتب، بينما طلب من الممثل الإسرائيلي أن يغلق المكتب لمدة 3 أيام إلى حين انتهاء القمة، وحينها وافق المعترضون على الحضور.

وعن قناة الجزيرة وعلاقته بها، قال حمد بن جاسم إن الجزيرة تشبه المارد الذي تتم صناعته فيخرج عن السيطرة، مضيفا "لكنني أفخر أنني كنت من المساهمين في هذا الموضوع، ولو لم تكن القناة موجودة لكان سقف الإعلام العربي نزل جدا.. صحيح أنني أجيد اللف والدوران والتكتيك لكن أؤكد أنه لم يكن لي دخل في إدارة الجزيرة، والدليل أنه سبق لي أن  اصطدمت معهم".

وأضاف "لم أكن متفق أن تكون حرة تماما وتتحدث عن أي موضوع، لكن الشيخ حمد قرر أنها ستكون حرة بدون حدود، وفعلا صارت ملجأ لمختلف الإعلاميين والمفكرين العرب، فكان هناك تجاذب داخلها، لأن كل القوميات صارت ممثلة في القناة، بل إن مخابرات بعض الدول حاولت التغلغل بها".

وعن علاقة العرب بأمريكا، قال المسؤول القطري "مشكلتنا نحن العرب أننا نحب البهرجة والتباهي، ولا نفهم أن علاقتنا مع الغرب يجب أن تكون علاقة مصالح، لدرجة أنني أعرف حاكما عربيا طلب حرس شرف في المطار الأمريكي، المشكلة أنهم عمليون ونظامهم ليس به هذا النوع من الحرس، ومع ذلك أحضروا له فرقا مختلفة أدت له السلام الوطني".

من هذا المنطلق، يواصل المتحدث رابطا الموضوع بغزو الرئيس العراقي الراحل صدام حسين للكويت "بعد الحرب مع إيران، قام الغرب بنفخ صدام – وهو قابل لذلك - وهنا بدأ الخلل، حيث نسي أهدافه وبدأ يفكر في "بريستيجه"".

وعرّج المتحدث عن موقف المغرب آنذاك من غزو العراق للكويت، حيث قال إن الملك الراحل الحسن الثاني قال له إنه وجد حرجا في إرسال قوات للمشاركة، واكتفى بقوات رمزية، رغم أن الواجب كان أن يرسل أكثر،  كما كشف له أنه تم العثور على كمية دولارات ضخمة في مساكن الديبلوماسيين العراقيين، كانت توزع على الصحف والكتاب المأجورين".

أما عن ياسر عرفات، فقال المسؤول القطري السابق إن ياسر عرفات كان متواطئا، "ورغم أن مقربين منه نصحوه أن يبقى محايدا باعتباره يرأس دولة محتلة، لكنه سار في تيار صدام، علما أن الفلسطينيين المقيمين بالكويت تضرروا جدا من ذلك".

وجوابا عن سؤال للمذيع بخصوص قرار عدد من الدول العربية فتح الحدود في وجه الراغبين في الجهاد بأفعانستان، صرّح بنجاسم بنفس الصراحة التي تحدث بها طيلة البرنامج أن القرار لم يكن قرار الدول العربية إنما قامت بتنفيذه فقط وسط مخاوف ما سمي بالمد السوفيتي نوقفه، لأنه – كنظام شيوعي- يهدد أنظمتنا الملكية".

وزاد "لقد كان قرارا استراتيجيا أمريكيا اتخذ لاستنزاف الاتحاد السوفيتي ماليا، فدخلنا في هذا الموضوع دون إدراك أنه عملية بين دولتين كبرى، فدخولنا سيستنزفنا والنتائج المرجوة لنا ليست مهمة لا اقتصاديا ولا دينيا ولا على أي صعيد، وكان المفروض أن نخبر الأمريكيين أننا معهم لكن دون الدخول فعليا في الموضوع".

ووصل المسؤول القطري "مشكلتنا أيضا أننا نسمع وننفذ دائما، دون أن تكون لنا مواقف، فأي وفد أمريكي يعرف أنه سيفرض اقتراحه على أي دولة يريد، وأنها ستنفذ، على الأقل،  80% منه، وإلا ستخسر الغطاء الأمريكي، والذي هو في الحقيقة مجرد وهم.. وما علمتني خبرتي طيلة هذه السنوات أن أفضل غطاء لأي حاكم هو شعبه".