عندما يهدد وزير الثقافة أمن المغرب والمغاربة

 عندما يهدد وزير الثقافة أمن المغرب والمغاربة
آخر ساعة
الخميس 24 مارس 2022 - 20:30

تفاعلا مع حدث سحب جائزة المغرب للكتاب من طرف كتاب مغاربة طالبوا بالقيمة المادية للجائزة كاملة، بدل اقتسامها بعد فوزهم بها مناصفة، اعتبرت الإعلامية شامة درشول، بسخرية مريرة، أنه كان على الخرجات الإعلامية في هذا الباب "أن تحتفل بقرار الوزير، وأن تدعو إلى السير على نهجه بحذف الميزانية المخصصة لوزارة الثقافة، بل أن تطالبه هو ذاته بأن يكون قدوة فيما دعا إليه وان يتخلى عن راتبه، وعن امتيازات منصبه كوزير للثقافة خاصة وأنه اضطر في الشهور الأولى من توليه هذا المنصب إلى التنازل عن مقاسمة المواطنين ركوب القطار كما يفعل الوزراء في الديمقراطيات العريقة، واختار أن يستعمل الطائرة الخاصة لصديقه رجل الأعمال لحضور اجتماع في مدينة مراكش".

وأضافت درشول في تدوينة لها على موقع فيسبوك "على وزير الثقافة أن يكون قدوة للمثقف المغربي في دعوته له بألا يكون ماديا، وعليه أن يعلم المثقف المغربي أن ينتج الأفكار دون أن يشبع بطنه، ويقتني بعملة البيتكوين الكتب التي تلهمه، وأن يسافر حول الذات إلى الأماكن التي يلتقي فيها حملة الأفكار فيستلهم من تجاربهم ما يتقاسمه مع شعب وطنه".

واعتبرت الإعلامية المغربية أن كل هذه الخرجات الإعلامية و"اليوتيوبية" لا تقل سذاجة وسطحية عما ارتكبه الوزير من قرار لا يعود بالضرر على الكتاب الفائزين، بل على أمن هذا البلد وأمانه، "مادام وزير الثقافة يجهل أن الثقافة هي جزء مهم في صناعة ما يعرف بـــ non-military services وأن المثقف، والكاتب، والجوائز، هي رصاصات لحماية الوطن من الآخر".

وزادت "بل إنني استغرب كيف أن رئيس وزير الثقافة عزيز أخنوش حاضر من قلب البرلمان هو والبرلمانية فاطمة خير عن السياسات الثقافية وأهميتها في تطور البلاد وحمايتها، وكيف أدخل رئيس الحكومة عزيز أخنوش مصطلح القوة الناعمة إلى البرلمان لأول مرة، وكيف دافع عن الثقافة باعتبارها جزءا في صناعة القوة الناعمة، ويأتي وزيره اليوم ليبلور ما دعا إليه رئيسه في الحكومة ويقوم بسحب جائزة تحتفل بالمغرب، وبالكتاب، في إهانة صارخة للوطن، وفي تبخيس لجنود أمنه وهو "المثقف" !!

لهذا، على كتاب هذا الوطن، ومثقفيه، وكل من له علاقة بصناعة الكتاب، تضيف شامة درشول في تدوينتها "أن يظهروا للوزير حجم خطيئته التي تهدد أمن هذا الوطن وأمانه بالدعوة إلى مقاطعة المعرض الدولي للكتاب، وعدم المشاركة فيه احتجاجا على الإساءة إلى الثقافة، وليس فقط للفائزين بالجائزة، علما أن المعرض والذي سيقام هذه السنة بالرباط هو خطيئة أخرى يرتكبها الوزير وهذه المرة في حق نفسه، وهو ما سيكتشفه بعد فوات أوانه".

وختمت درشول تدوينتها بالقول "فقط في أجمل بلد في العالم على كل من يمارس الكتابة من صحفيين، وكتاب، ومؤلفين، أن يكتبوا مجانا، وأن يظلوا فقراء ينتظرون عطف وزير الثقافة".