لماذا لا تتفاعل الحكومة بشكل أفضل مع احتجاجات المواطنين؟

 لماذا لا تتفاعل الحكومة بشكل أفضل مع احتجاجات المواطنين؟
آخر ساعة
الأحد 17 يوليو 2022 - 14:33

يصعب أن يفهم المواطن كيف تفكر الأحزاب السياسية، أو حتى أن يكتشف الزاوية التي تتطلع منها للأمور، فالتصريحات دائما وأبدا تغرد خارج سرب التوجه الشعبي، وتؤكد أن كل شيء على ما يرام وأن المواطن راض وسعيد وأنه صوت – بالملايين – على هذا الحزب أو ذاك.

بينما في الشارع وفي مواقع التواصل لا تجد سوى السخط عن أداء الحكومة عموما، وحزب  الأحرار خصوصا، وطبعا وصل الأمر الآن إلى المطالبة بالرحيل لرئيس حزب الأحرار الذي يجمع بين مسؤولية الحكومة الجسيمة وتجارة المحروقات.

ورغم أن هاشتاغ تخفيض الأسعار، و"إرحل أخنوش" لا زال يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي، متجاوزا حاجز الــ300 ألف، إلا أن أعضاء الحزب يعيشون حالة من الإنكار، ويصمّون آذانهم عن هذه الصيحات الإلكترونية.

فخلال المؤتمر الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي انعقد يوم السبت 16 يوليوز، قال مصطفى بايتاس، عضو الحزب والوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، إن المؤتمر كان لحظة لتأكيد عزم الحكومة على أن تكون دائما إلى جانب المواطنين في ظل هذه التحديات التي يعيشونها، والتذكير أيضا بالالتزامات والوفاء بالتعاقدات التي عقدها الحزب مع المواطنين بمختلف الجماعات الترابية للمملكة، مبرزا أن هناك حرصا قويا على الحضور الميداني.

وحتى هذا الحضور الميداني أبى إلا أن يرد بسخرية قدرٍ عجيبة على بايتاس، حيث طاردت شعارات "إرحل" (الميدانية) رئيس الحكومة عزيز أخنوش، من طرف جماهير مهرجان "تيميتار" بأكادير، خلال حضوره المهرجان.

وقبل ذلك بيوم، اعتبر رئيس شبيبة الأحرار أن الحملة الفيسبوكية مجرد انتقام من طرف خصوم سياسيين لم ترضهم هزيمة 8 شتنبر !

لكن الحملة الفيسبوكية تقول عكس ذلك، وهي ليست مجرد مضيعة للوقت، ولا علاقة لها بصراعات السياسيين وتجاذباتهم  والألم وصل بالمواطن فعلا إلى درجة متقدمة جدا، فانعكس ذلك على أرض الواقع.

لكن حالة الإنكار متواصلة وتثير الكثير من التساؤل: هل حقا لا تسمع الحكومة صوت المواطن؟ أم تسمعه وتنكره؟ أم أن صوته لا يهم إطلاقا وليذهب إلى الجحيم ما دامت أرصدة البنوك ممتلئة والأمور لديهم على ما يرام؟

لا بد للحزب الحاكم وأحزاب الأغبية عموما أن تجلس جلسة مصارحة حقيقية مع نفسها، وأن تقوم بما يعتبر ربما جريمة في عرفها: النقد الذاتي.

وبعدها قد تجد الكثير من الحلول لما يعانيه المواطن.