تجاوزت الرصاصة رأس دونالد ترامب وجرحت أذنه، لكنها استقرت تماماً في جسد الرئيس جو بايدن، مما زاد من تأزم وضعه الانتخابي وقلل من فرص نجاحه.
كان هدف مطلق الرصاصة التخلص من ترامب، لكنه كاد أن يتخلص من بايدن، الذي أثخنته جراح زلات لسانه المتكررة.
تأتي هذه المحاولة بعد دعوات وتوقعات بأن يتنحى بايدن عن الترشح لرئاسة البلاد، حيث بدا زائغ النظرات وتائهاً ومرتبكاً في مناظرته مع دونالد ترامب في وقت سابق.
أصابت الرصاصة بايدن، مما زاد من تراجع يقظته وقدراته التي يشكك فيها الجميع أصلاً منذ الآن، فكيف إذا فاز فعلاً برئاسة أمريكا.
أطلق الرصاصة شاب قيل إنه متعاطف مع "الجمهوريين"، وكان يريد التخلص من زعيمهم، لكنه أصاب الديمقراطيين عن غير عمد.
لو أن ترامب خطط فعلاً لفكرة كهذه، لما نجح في تنفيذها بهذا الشكل وبهذه النتائج التي تهوي بأسهم بايدن إلى الحضيض.
يكفي أن الساعات والأيام التي تلت مناظرة الرجلين شهدت تزايداً في الدعوات من جهات مؤثرة في صفوف أنصار حزب بايدن الديمقراطي ومؤيدي توجهاته لخروج بايدن من السباق واستبداله بمرشح آخر قادر فعلاً على هزيمة ترامب.
والآن تزداد شعبية ترامب أكثر، الذي يقترب من كونه رمزاً حقيقياً للإصرار والتحدي، مقابل شعبية تتراجع لدى بايدن الذي لا يفرق فعلاً بين زيلينسكي وبوتين!
ترامب، المستهدف بالرصاصة، لم يدع الفرصة تمر، حيث علق على شبكته "تروث سوشال" قائلاً: "عمل جيد يا جو!"، خصوصاً أن هذا كان أول مؤتمر صحفي يعقده بايدن منذ مناظرته الكارثية ضد ترامب، وهو حدث قد يحدد مصير ترشحه للرئاسة.
وصلت دعوات خروج بايدن من سباق الرئاسة إلى المشاهير أيضاً، بعد أن دعا النجم جورج كلوني إلى خروجه من الترشح للرئاسة، حيث قال عنه: "أعدّه صديقاً، وأؤمن به، لكن المعركة الوحيدة التي لا يستطيع الانتصار فيها هي المعركة ضد الزمن".
لنا أن نتصور ما يمكن أن تفعله رصاصة من ذلك النوع الذي أخطأ ترامب وأصاب بايدن بعد كل هذه الجروح الانتخابية: لقد أصبح الأمر يتعلق ببطل قومي وبشخص تجاوزه الزمن.
الحقيقة أن الرصاصة لم تصب بايدن فقط، بل يبدو أنها قضت عليه تماماً!