الزلزولي خارج حاسابات تشافي.. لماذا لا يتألق اللاعبون المغاربة في البارصا والريال؟

 الزلزولي خارج حاسابات تشافي.. لماذا لا يتألق اللاعبون المغاربة في البارصا والريال؟
آخر ساعة
الأثنين 11 يوليو 2022 - 22:09

من المرتقب أن يتخلى تشافي هيرنانديز، مدرب فريق برشلونة، عن اللاعب المغربي عبد الصمد الزلزولي، بعد أن لعب الموسم الماضي عدة مباريات يصعب أن نصفها، فنيا، بالضعيفة  أو حتى المتوسطة.

ويبدو أن الزلزولي هو امتداد للعنة غريبة تلاحق اللاعبين المغاربة مع الندّين الشهرين عالميا: البارصا والريال، وتجعل تألقهم بهذين الفريقين محدودا بفترة ما، دون أن ينجحوا في رسم مسار رياضي متكامل، بعدد مبارياته الكثيرة، وبتتويجاته، وبالبصم على اسم رياضي كبير يبقى في الذاكرة العالمية بالتالي.

بل إن التألق في "لاليغا" عموما يبقى محدودا بالنسبة للاعبين المغاربة، وكان من المفترض أن يكون أكبر مما هو عليه الآن بكثير.

فإذا استثنينا ما فعله العربي بنمبارك في فترة كروية صعبة كان من المستحيل فيها على لاعب مغربي أن يفرض اسمه وسط واحد من أشهر وأصعب الدوريات في العالم، فإن اللاعبين المغاربة سيئو الحظ مع الدوري الإسباني.

كما يمكن أن يطال الاستثناء أيضا اللاعب الدولي السابق نور الدين النيبت الذي لعب لفريق ديبورتفو لا كورونيا، وحقق معه ألقابا محلية ودولية هامة جدا، كقلب دفاع لا يشق له غبار، وكاسم ستحتفظ به ذاكرة مدينة لا كورونيا لفترة لا بأس بها.

ناهيك أخيرا عمّا فعله الحارس ياسين بونو هذا الموسم، وتتويجه بلقب  أحسن حارس في البطولة الإسبانية.

لكن، مع ذلك، ورغم البدايات المشجعة جدا لعدد كبير منهم، إلا أن شمعة التألق سرعان ما تذوي ثم تنطفئ، خصوصا في البارصا والريال، وكأن هناك من ينفخ عليها بشكل لا نشعر به !

الذين تابعوا مسار منير الحدادي مثلا يعرفون جيدا عمّا أتكلم، فمستوى هذا الشاب، عندما كان في فريق شبان برشلونة، كان يبشر بلاعب لا مثيل له عالميا وبقدرات تقنية رهيبة وممتعة.

تم استدعاء منير الحدادي لفريق الكبار، وبدأ مشواره ليتفاجأ الجمهور بتراجع تدريجي غريب، ليصل في الأخير إلى انتقاله لفريق آخر، ومع ذلك دون أن يصل إلى المستوى الخارق الذي كان يتوقعه له كثيرون.

حتى أشرف حكيمي، الذي لا زال متألقا لحد الآن رفقة فريق باريس سان جيرمان، قرر فريق ريال مدريد أن يتخلى عنه، ولا يبدو أنه أظهر ندما على ذلك !

أي أن اللاعبين المغاربة، حتى عندما يظهرون مستوى عاليا، تتخلص منهم هاتين الفرقتين وكأنها تأبى أن تسجل أسماءهم كلاعبين قادوا الفرق الكبرى في لاليغا إلى التتويج.

وقد يكون السر هو في صعوبة الانسجام لدى البعض، وربما في صعوبة التواصل لدى آخرين، بل وحتى بعض الصراعات والغيرة من طرف البعض ممن يضعون العصا في العجلة ويوقفون مسار هذا اللاعب أو ذاك.

الفكرة هي أن بدايات كثيرين من اللاعبين المغاربة تقول أنهم سيصلون إلى مستوى عالمي، وأن أسماءهم ستتردد كميسي ورونالدو وزيدان وروبيروطو كارلوس وآخرين، لكن الحظ المعاكس يوقف هذا المسار، ويتحول اللاعب إلى مجرد "مهني" يمارس كرة القدم كي يعيش رفقة فرق مغمورة أو على الأقل ليست بمستوى البارصا والريال.

نقول هذا ونحن ندرك جيدا أن اللاعب المغربي قادر على أن يرسم مساراً عالميا فعلا رفقة أحد هذين الفريقين ولا ينقصه أي شيء ليكون في مستوى من يطلق عليهم الآن "لاعبون عالميون".

للتذكير، فقد اختار مؤخرا مدرب البارصا المغربي شادي رياض ليعزز به قلب دفاعه، فهل تتغير المعادلة معه أم أن هذه حكاية سوء الحظ هذه ستتواصل إلى ما لا نهاية؟