تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كأكبر مستثمر عربي في المغرب باستثمار أكثر من 30 مليار دولار حتى الآن، وهو مبلغ من المتوقع أن يتضاعف في السنوات المقبلة بعد الإعلان عن شراكات جديدة كبرى خلال زيارة الملك محمد السادس إلى الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر 2023.
وتتسابق الشركات في دبي لاقتناص فرص استثمار جديدة في المغرب بعد اختتام مهمة تجارية كبرى، مؤخرا، شهدت الكشف عن استثمارات إماراتية تزيد قيمتها عن 2 مليار دولار في المغرب، وكذا توقيع مجموعة من اتفاقيات الشراكة الجديدة.
وفي هذا الصدد، اختتمت البعثة التجارية لغرفة دبي الدولية إلى المغرب والسنغال، كجزء من مبادرة "آفاق جديدة" الأوسع لتعزيز العلاقات مع إفريقيا، جولة في الدار البيضاء تم خلالها عقد أكثر من 300 اجتماع ثنائي بين دبي والشركات المغربية.
منتدى أعمال خاص
وفي منتدى أعمال خاص حضره أكثر من 420 من قادة الأعمال والمسؤولين، وقعت غرفة دبي أربع مذكرات تفاهم مع كيانات مغربية رئيسية وهي الوكالة المغربية لتنمية الاستثمار والصادرات AMDIE، والاتحاد العام لمقاولات المغرب CGEM، وغرف التجارة في جهتي الدار البيضاء سطات والرباط سلا القنيطرة.
وتمهد الاتفاقيات الطريق لمزيد من التعاون في ترتيب زيارات للبعثات التجارية وتبادل الخبرات وتعزيز الاستثمار المتبادل بين الشركات الإماراتية والمغربية في قطاعات مثل الزراعة والطاقة المتجددة والاتصالات وخدمات الأعمال.
وفي تصريح لموقع "أرابيان بيزنس، أشاد حسان بركاني، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالدار البيضاء، بـ"الروابط الأخوية الوثيقة" بين المغرب والإمارات العربية المتحدة باعتبارها الأساس الرئيسي لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وقال بركاني: “إن هذه العلاقة التي تعود إلى عهد الشيخ زايد والملك الحسن الثاني، فتحت الباب أمام تعاون واسع النطاق في عدد من المجالات.. والاستثمار هو مجال جدير بالتعاون، ونظراً للعلاقات الوثيقة بين البلدين، يُعتقد أن الإمارات العربية المتحدة هي من بين أكبر المستثمرين في المغرب".
وسلط بركاني الضوء على الاتفاقيات الثنائية مثل الشراكة الجديدة بين غرفتي دبي والدار البيضاء باعتبارها حاسمة لتسهيل التعاون، وخاصة في مجالات السفر والضيافة والعقارات حيث توجد "فرص هامة" للشركات الإماراتية للاستثمار في المشاريع الضخمة مثل الفنادق والملاعب وغيرها من البنية التحتية قبيل استضافة المغرب لكأس العالم 2030.
كأس العالم فرصة لا تعوض
ومن المتوقع أن يعمل عدد كبير من الشركات الإماراتية في المغرب في الفترة التي تسبق كأس العالم، والهدف هو جذب الشركات ذات الخبرة في البنية التحتية وتنظيم الأحداث.
ورغم حرص المغرب على جذب المزيد من الاستثمارات من الشركات الإماراتية، إلا أنه يعد، بالفعل، وجهة رئيسية لرؤوس الأموال الإماراتية.
وعلى هامش منتدى الأعمال بالدار البيضاء، كشف رئيس غرفة دبي ومديرها التنفيذي محمد علي راشد لوتاه، أن القيمة الإجمالية لاستثمارات القطاع الخاص بدبي في المغرب منذ عام 2021 بلغت 2.1 مليار دولار.
وأضاف "لطالما اعتبر المغرب بوابة إلى السوق الأفريقية وجنوب أوروبا، وقد شهدنا نمواً إضافياً في التجارة الثنائية غير النفطية بين دبي والمغرب في السنوات الخمس الماضية،حيث شهد معدل نمو قدره 37.5 في المائة".
كما أكد لوتاه أنهدف غرف دبي "يتمثل في تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين مجتمعي الأعمال في دبي والمغرب، وبناء شراكات مثمرة تخدم أهدافنا ومصالحنا المشتركة".
ووصلت التجارة غير النفطية بين دبي والمغرب إلى 3.2 مليار درهم (870 مليون دولار) في عام 2023، حيث تشكل الشركات المغربية رابع أكبر عدد من الأعضاء النشطين في غرفة دبي بواقع 850 شركة بما في ذلك 99 عضوًا جديدًا في الربع الأول من عام 2024 وحده.