ما الذي يحدث في الجزائر ؟!

 ما الذي يحدث في الجزائر ؟!
آخر ساعة
السبت 9 يوليو 2022 - 14:26

لا أحد يفهم بالضبط لماذا انقلبت الأمور وتحولت المشاعر التي يكنها الجزائريون للمغاربة إلى كره غريب ومفاجئ.

ففي الأمس القريب، كان المغربي والجزائري يتعاملان كأنهما أبناء وطن واحد، وكم جمعت القارة العجوز، خصوصا، من مغتربين في بيت واحد، أو للدفاع عن قضية واحدة، حتى أن التفريق بين المغربي والجزائري كان صعبا جدا.

أما في عالم الرياضة، فالتشجيع الذي كان حظي به الجزائريون من طرف المغاربة في كل الرياضات، كي لا نحصر الأمر في كرة القدم، كان ملحوظا للعيان ولا يحتاج لإثباتات.

وكم اهتزت جدران المقاهي لانتصار هذا الجزائري أو تلك الجزائرية في مناسبات قارية أو دولية، وسط وعي ملحوظ لدى الشعبين بأن ما فرقته السياسة يمكن أن تجمعه الجورة والدين واللغة.

وحتى في عهد الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، ورغم الخلافات المستمرة، ظل منطق "العداوة ثابتة والصواب يكون" هو السائد، وظلت المعايدات حتى في المناسبات الرسمية موجودة.

لكننا الآن أمام وضع جديد يمكن أن نصفه فعلا بأنه "ظاهرة"، حيث انتقلت عقدة العسكر إلى عدد من أفراد الشعب الجزائري، وأصبح يتفاعل كالأطراف الرسمية التي مد لها الملك محمد السادس يد الأخوة والتقارب، ومدت له وللمغرب يد العداوة والبغضاء.. وما تخفي الصدور أكبر.

نجحت الأطراف الرسمية في الجزائر، العسكرية طبعا، في زرع الحقد في قلوب الشعب تجاه المغاربة، عبر عدة منابر إعلامية، قبل أن ينتقل ذلك إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي تعتبر أفضل (أو أسوأ) وسيلة لتأجيج الخلافات.

آخر مظاهر هذا الكره الغريب هو تشجيع الجمهور الجزائري للمنتخب التركي ضد نظيره المغربي، وهي حالة لم يسبق لها مثيل إطلاقا، وربما كان سيجد لها البعض مبررا بحكم قضية التطبيع مع إسرائيل، لكن هذه الحجة انهارت بتطبيع تركيا مع إسرائيل، وأصبح الجميع في "الهوى سوى".

بل إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي افتخرت الجزائر باستضافته مؤخرا في عرضها العسكري، يلتقي بالإسرائيليين ويتعامل معهم سرا حينا وعلانية أحيانا أخرى.

للأسف الشديد، نجحت الآلة الإعلامية العسكرية في الجزائر في تأليب أبناء الجزائر ضد جيرانهم المغاربة، ضاربة بذلك عرض الحائط قرونا من الأخوة والتقارب، وهي قيم لا يلقي لها العسكر بالاً ولا حساباً في الغالب.