القميص الذي أزعج الجزائر وفضح تناقضاتها

 القميص الذي أزعج الجزائر وفضح تناقضاتها
آخر ساعة
الجمعة 19 أبريل 2024 - 22:41

من المؤكد أنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة على ما يبدو.

في كل مرة يحول النظام الجزائري مباريات كرة القدم التي تجمعه بالفرق أو المنتخبات المغربية إلى صراع سياسي، وينقل المستديرة إلى مكان لا يناسبها.

والغريب أنه يبذل مجهودا كبيرا في إيجاد نقاط الخلاف، ولو كانت عبارة عن خريطة في قميص رياضي، ولا يجد أي نقاط توافق، رغم اليد المغربية الممدودة دائما وأبدا، وبشكل رسمي، وبخطابات ملكية واضحة.

يُؤثر النظام العسكري أن ينتبه إلى خريطة مغربية مكتملة في قميص رياضي، ولا ينتبه أبداً إلى خطابات ملكية تمد يد الأخوة والجوار.

ها هو، إذن، يقرر أن يحتجز بعثة بكاملها لمجرد خريطة تتوسط قمصان فريق نهضة بركان، لن تزعج أحداً ولن تضر في شيء، لكنها – على ما يبدو – ستؤذي أعين نظام العسكر، بكل ما في هذه الحركة، التي لا ندري كيف ستنتهي لحد اللحظة، من بؤس وعداوة.

المشكلة أن الاحتجاز يكون دائما بطريقة فظة وعنيفة، حيث أصر الأمن الجزائري على التواجد في اجتماع مسؤولي نهضة بركان مع وفد الكاف، كما تدخل البوليس بكل فظاظة لإخراج الفريق من المطار، بعد تداول أخبار بأن الكاف راسل النهضة وطلب من مسؤوليه التوجه نحو أحد الفنادق إلى حين النظر في موضوع الأقمصة.

كل هذا، والجزائر تدعي أنها ليست "خصماً" مباشرا في موضوع الصحراء المغربية، وأنه لا يد لها في عدد من الأمور المتعلقة بها. فلماذا كل هذا الجنون من أجل خريطة مغربية محضة يفترض ألا تعنيهم في شيء؟

الجزائر التي تأبى أن تتعامل بطريقة بدائية مع كل ما يخص المغرب، وبعدائية قد تكون غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين الدول، حتى عندما يتعلق بأسوأ هذه العلاقات تاريخياً.

كمية حقد لا يمكن وصفها إلا بأنها حالة متفردة، يختص بها نظام شنقريحة دوناً عن أنظمة العالم، نظام كان يفترض أن يكون جاراً فأصبح ناراً تؤذي المقربين منها.

عموما، ليست المرة الأولى لأنه سبق أن رفضت السلطات الجزائرية أن يصل المنتخب المغربي للفتيان في رحلة مباشرة.

كما سبق أن قوبل ترحيل صحافيين مغاربة من مطار وهران بالجزائر، إثر قدومهم مع البعثة الرياضية الرسمية في مهمة تغطية فعاليات النسخة الـ19 من منافسات ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي احتضنتها  يونيو من سنة 2022، (قوبل) بتنديد منظمة مراسلون بلا حدود.

المنظمة اعتبرت حينها أن ترحيل صحافيين مغاربة من مطار وهران، بمبرر غياب الاعتمادات؛ في حينِ قدموا لتغطية الألعاب المتوسطية، "إعاقة غير مقبولة لعمل الصحافيين".

الأدهى من كل هذا أن الأخبار القادمة من هناك تقول إن السلطات الجزائرية اقترحت على بعثة نهضة بركان تغطية الخريطة بطريقة ما، كي يسمح لهم بالدخول، وهو ما رفضته البعثة جملة وتفصيلا، متشبثة بقمصانها الرسمية.

لا أحد يعرف إلى مَا ستؤول الأمور في النهاية، لكن من المؤكد أن نظام الجزائر يتفنن في استفحال عداوة مجانية، لطالما أكد المغرب، ملكا وحكومة وشعباً، أنهم لا يريدونها، وأن "خاوة خاوة" شعار يجب أن ينزل إلى أرض الواقع، بدل هذه المناكفات الصبيانية التي لا تضحك أحدا.