المغاربة يحتلون المرتبة 12 كأكثر الشعوب غضباً وسط عالم "قلق وغير سعيد"

 المغاربة يحتلون المرتبة 12 كأكثر الشعوب غضباً وسط عالم "قلق وغير سعيد"
مروان بوسلامتي
الخميس 7 يوليو 2022 - 10:22

قد لا يكون المغاربة أكثر الشعوب غضبا في العالم، لكن ما هو مؤكد أنهم غاضبون.. غاضبون جدا في الحقيقة.

وقبل الاقتراب من دنيا الإحصائيات الدقيقة، فإن يوما واحدا في أحد الشوارع المزدحمة أو الشعبية سيكشف لك أن فتيل  أعصاب أغلب المغاربة قصير جدا، وأنه لا يحول بينهم وبين الانفجار سوى السبب.. وما أكثر الأسباب، وما أتفهها أيضا.

خذ عندك مثال ذلك السائق الذي يحاول أن يستعجل الأمور ويعبر ملتقى الطرق رغم أن الأسبقية ليس من حقه، صحيح أنه سبب ارتباكا لا بأس به، لكن الأمر مع ذلك ظل بسيطا ولم تقع حادثة، ويمكن أن يترك السائق الآخر الأمور تمر بسلام.

لكن، عندما تكون غاضبا فإن تصرفا كهذا يستفزك جدا وتعتبره شخصيا إلى حد كبير، لهذا ما يحدث هو أن شتيمة تنطلق من هنا، فيرد عليها السائق الآخر من هناك، لكن مع ذلك يبقى الوضع غير مرضٍ للطرفين، فيوقفان السيارة وينزلان ليتبادلا السباب وجها لوجه، مع كثير من اللعاب المتطاير.

هل سيتوقف الأمر هنا؟

طبعا لا، هناك مرحلة أخرى قادمة وهي الاشتباك بالأيدي وإثبات القوة والجدارة، والتي قد تسفر أحيانا عن جرائم حقيقية.. كل هذا من أجل ماذا؟ من أجل لاشيء في الحقيقة.

يخرج الناس من بيوتهم أو وظائفهم غاضبون متوترون، فيلتقون ويشتعلون كأنهم سلكيْ كهرباء عالييْ التوتر.

والآن، نعود إلى دنيا الإحصائيات والأرقام، لنلتقط الرقم 12 من بين الأرقام التي تصنف الشعوب "الأكثر غضبا"، وهي الرتبة التي احتلها المغرب سنة 2022.. وهي متقدمة جدا في الحقيقة.

وحصل المغرب على هذا الترتيب من خلال مؤشر يرصد انفعالات ومشاعر شعوب العالم لعام 2022، تصدره شركة الأبحاث العالمية "غالوب"، حيث عبر 32% من المغاربة عن كونهم"غاضبين"، بينما الباقون عبّروا عن عكس ذلك.

بالنسبة للدول العربية "الغاضبة"، فقد تصدرت لبنان مؤشر المؤشر، متبوعة بالعراق الذي احتل المرتبة الرابعة، بينما جاءت الأردن في المرتبة السادسة، بينما احتلت تونس المرتبة الخامسة عشر.

أما أقل الشعوب غضبا فهم الفنلنديون بنسبة 5% متبوعين بدولة موريشيوس ثم إيستونيا والبرتغال.

وليس من الصعوبة إدراك أسباب غضب أغلب الشعوب العربية، والتي على رأسها غلاء المعشية، والاضطرابات، وعدم اليقين... إلخ.

على الصعيد العالمي، تقول مجلة غالوب، تحت عنوان "عالم غير سعيد وقلق أكثر من أي وقت مضى"، إن مشاعر التوتر والحزن والقلق تصاعدت في جميع أنحاء العالم عموما، مبرزة أن السنة الثانية للوباء كانت أكثر صعوبة بالنسبة للعالم من العام الأول، ونظراً إلى أن 2021 اتسم بعدم اليقين غذائياً، فقد أصبح العالم مكاناً أكثر حزناً وقلقاً وتوتراً مما كان عليه في العام السابق.

ففي 2021، تضيف المجلة، قال أربعة من أصل عشرة بالغين في جميع أنحاء العالم إنهم تعرضوا لكثير من القلق أو الإجهاد، بينما عانى ثلاثة من كل عشرة من ألم جسدي شديد، وواحد من كل أربعة أشخاص من الحزن والشعور بالغضب.

صحيح أنه "إذا عمت هانت"، لكن رغم أن العالم لم يعد سعيدا كما كان، إلا أن وجوهنا العابسة بشكل عام، تؤكد أننا حتى في المصائب ننال الحظ الأوفر من السوء.

ومع كل هذا.. لنبق جذوة الأمل مشتعلة، لعل ذلك الضوء الخافت الذي يبدو في آخر النفق يكون نوراً وفتحا مبينا، وليس "شرارة غضب" !