يشتكي منها الكثيرون لما تشكله من خطر حقيقي يتأكد في كل مرة من خلال واقعة هنا وأخرى هناك، بينما يدافع آخرون عنها باعتبارها في حاجة إلى الرعاية والرفق وليس التحذير أو التخلص منها.
وأيا كان موقفك منها، فإن المرور من أمام مجموعة منها، خصوصا ليلا، يبقى مغامرة محفوفة بالخطر وغير آمنة على الإطلاق.
والذين جربوا مطارداتها يعرفون جيدا حجم الرعب الذي تبثه في النفس، فتتقطع الأنفاس وتتسارع ضربات القلب، وتأتي على الخاطر أفكار مرعبة عن المصير المرتقب في حالة أدركتك تلك الكلاب فعلا، لا قدر الله !
عموما فإن الكلاب الضالة ظاهرة منتشرة في معظم شوارع مدن المغرب وقراه، وهي في المجمل تتجول بشكل جماعي، وقد تحمل أمراضا كثيرة، أخطرها السعار، وهنا مكمن الخطر الذي حذر منه جمعويون غير ما مرة.
ويعتمد هؤلاء الجمعويون في دعواتهم للتخلص من هذه الكلاب، أو على الأقل تحييد خطرها، على وقائع مسجلة وموثقة تعرض فيها أشخاص (الأطفال خصوصا) لهجماتها، والتي تسبب بعضها في الوفاة.
ففي شهر ماي الماضي، مثلا، تعرض شخص ستيني لهجوم كلبين ضالين بمدارة باب الخميس بمراكش، مما أدى إلى وفاته في الحال.
هذه الواقعة متكررة وتؤكد، وفق جمعويين، أن الأمر لم يعد يتعلق بحيوانات أليفة غير مؤذية، بل بحيوانات تشكل خطرا على حياة المواطنين نفسها، والأولوية في هذه الحالة – وفقهم – لحياة المواطنين طبعا.
لا يطالب الجمعويون بالضرورة بالتخلص من الكلاب بقتلها أو تسميمها، ولكن بإيجاد حلول تبعدها عن الشوارع العمومية.
ولعل واحدا من أفضل هذه الحلول، والذي اقترحه متخصصون، هو الحلّ الرباعي: قبض، تعقيم وتطعيم، ثم تحرير"، فهو يبقى مشروعا مستداما وإنسانيا، يحمي الحيوانات والإنسان معا، باعتبار أن الكلاب حين يعقم تقل هرموناته ولا يستدرج أي حيوانات سواء للتزاوج أو العراك، فيصبح أهدأ، وربما قام بحماية الحي أو المنطقة من الكلاب الغرباء.
لكن المشكلة أن الموضوع تحول إلى صراع بين "معتدين" على الكلاب، و"مدافعين عنها"، بينما الحقيقة أن الطرفين معا يريدان نفس الهدف: حماية البشر والحيوانات معا.
ولعل حل التعقيم والتطعيم، كما هو بادٍ للعيان يبقى الأفضل لحد الآن، ولا بد أن تعمل الدولة على تطويره وتبنيه بشكل واضح ورسمي، بحيث تتحمل مسؤولية تنزيله المجالس الجماعية والمقاطعات.. و"إذا نظف كل منا أمام بيته صار الشارع نطيفا" كما يقول الصينيون.