بعد نفي أونسا.. هل تدخل ضجة "الفريز" في إطار الحملة ضد المنتجات المغربية؟

 بعد نفي أونسا.. هل تدخل ضجة "الفريز" في إطار الحملة ضد المنتجات المغربية؟
آخر ساعة
الجمعة 8 مارس 2024 - 20:24

أظهرت نتائج الاختبارات التي أجراها المكتب الوطني للسلامة الغذائية أونسا، يوم الجمعة، عكسَ ما تم تعميمه مؤخرا من طرف الاتحاد الأوروبي بخصوص شحنة فراولة قادمة من المغرب، يبلغ وزنها 1.5 طن، دخلت إسبانيا من المغرب "تحتوي على آثار لالتهاب الكبد الوبائي أ".

وبعد أن تمكنت أونسا من تحديد الحقل مصدر الفراولة المذكورة وكذا وحدة التلفيف المعنيان، قامت بأخذ عينات من ماء السقي و الفراولة على مستوى الوحدة والحقل  ليتبين أن الفراولة خالية من فيروس التهاب، كما أن مياه السقي كانت خالية من أي تلوث.

هامش من عدم اليقين

ورغم تصنيف الواقعة على أنها "خطيرة"، من قبل نظام الإنذار السريع للأغذية والأعلاف RASFF، التابع للاتحاد الأوروبي، بعد أن أجرى المسؤولون اختبارات على الحمولة بعد وصولها إلى ميناء الجزيرة الخضراء، فإن جريدة كونفدنسيال ديخيطال الإسبانية نسبت، في تقرير نشرته اليوم الجمعة، إلى مصادر وصفتها بـ"رفيعة المستوى" في قطاع التوزيع قولها بوجود "هامش مرتفع من عدم اليقين"، فيما يخص التحقيق الحديث.

من جانبها، كانت جمعية المزارعين في بلنسية AVA-ASAJA الحكومة المركزية والاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ "تدابير عاجلة" لمنع تكرار الوضع بشكل خطير.

ضجة "مفتعلة"؟

ما يثير الشكوك في الواقعة هو أنها تأتي في ظل احتجاجات مكثفة للمزارعين، خصوصا في إسبانيا وفرنسا، ضد المنتجات الفواكه القادمة من المغرب.

كما أن الشاحنات المغربية المحملة بالفواكه والخضروات تتعرض لهجمات من طرف المزارعين بالبلدين.

ويدعي هؤلاء أن المنتجات المغربية تشكل منافسة "غير متكافئة"، وفي نفس الوقت "تُشكل خطرا على الصحة لكونها لا تخضع في زراعتها للمعايير المعمول بها داخل الاتحاد الأوروبي ».

تداعيات مباشرة

أثر خبر وجود فيروس الكبد "أ" في الفراولة بشكل مباشر على المستهلكين والمتاجر، حيث أفادت نفس الوسيلة الإعلامية الإسبانية سالفة الذكر، أن عددا من سلاسل المتاجر الكبرى، سحبت فعلا الفراولة من رفوفها، كما أوصت بعدم تناول الفراولة التي تم اقتناؤها آنفا، بينما ذهبت بعضها أبعد من ذلك حين اقترحت على زبائنها إمكانية استرجاع ثمن الفراولة شرط الإدلاء بفاتورة الشراء.

كما نقلت كونفدنسيال ديخيطال عن جهات رسمية نفيها لتسجيل أية حالة في الوقت الحالي لدى المستهلكين.

إخطارات سابقة 

ووفقا لمصادر في القطاع، في السنوات الأربع الماضية، كان هناك تسعة إخطارات في الاتحاد الأوروبي تحذر من وجود العامل الممرض لالتهاب الكبد A في الغذاء. 

حيث تم اكتشافه، على سبيل المثال، في عام 2023 في بلح البحر الحي من إيطاليا، وفي التوت الأزرق المجمد المستزرع من بولندا.

وبين عام 2020 وعام 2022، جاءت إخطارات أخرى للفواكه المجمدة من بلجيكا؛  والتوت من بلغاريا وبولندا؛ ومن المحار القادم من إيطاليا؛ وكذا من الطماطم المجففة من تركيا.

من يملك الحقيقة؟

في ظل تقرير أونسا الذي ينفي وجود الفيروس في منتجات الحقل المعني، ونتائج التحاليل التي أجراها الاتحاد الأوروبي، ومع ما تعيشه المنتجات المغربية من حرب ضروس يشنه المزراعون إلى درجة وصفها من طرف أحد المصدرين المغاربة بالشبيهة بـ"هجمات البحر الأحمر".

في ظل كل هذا، لا يمكن أن يمر ما حدث مرور الكرام، وسيكون على الجهات المختصة  في أوروبا فتح تحقيق منفصل بخصوص حقيقة رصد الفيروس.