أسر مغربية تقرر عدم اقتناء الأضحية فقط لإرضاء المجتمع.. من يستطيع فعلها؟

 أسر مغربية تقرر عدم اقتناء الأضحية فقط لإرضاء المجتمع.. من يستطيع فعلها؟
نجوى حدوش
الأحد 3 يوليو 2022 - 17:08

في المستقبل القريب سيصبح عدم اقتناء كبش في عيد الأضحى هو أفضل مؤشر على تفاهم الزوجين، بل وحتى الانسجام التام بين الأسرة الواحدة في المغرب.

ومن المؤكد أن الحالات التي ستتفق على هذا ستكون نادرة جدا جدا، ولعلها في طريقها إلى الانقراض.

لماذا نقول هذا الكلام؟

لأن عيد الأضحى مناسبة دينية، وحكمها واضح ولم يقع حوله خلاف يوم، وهو أنه "سنة مؤكدة"، من شاء قام بها ومن شاء تركها.

والحديث هنا عن القادر طبعا، أما العاجز فلا حديث عليه، وليس مطلوبا منه أي شيء على الإطلاق، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد ضحّى عنه منذ 14 قرنا، وانتهى الكلام.

لكننا نتناول هنا الحديث عن الأضحية باعتبارها أصبحت عادة مجتمعية قاهرة، ولا علاقة لها إطلاقا بالدين، إلا ما شذّ عن ذلك، والشاذ لا حكم له.

أصبحت الأضحية فرضاً مجتمعيا إذن، ومن يتخلف عن الركب، من الأزواج خصوصا، يلقى الويل والثبور وعظائم الأمور، بل إن هناك حالات – حدثت قبل أيام فقط في مدن مختلفة – انتهت بجرائم قتل !

تصوّر كيف يمكن أن تصبح أفضل 10 أيام في السنة، هي الأسوأ وهي الجاثوم الذي يخنق الأزواج ويجعل عيونهم تجحظ خوفا من مرور الأيام وعدم الاستطاعة على الإيفاء بالواجب.

يثور بعض الزواج ويحاولون أن  يخضعوا الزوجة للأمر الواقع، لكن لأن فلانة اشترت وعلانة ستعيّد بكبش أملح أقرن، فإن الزوجة لا ترضى أن تتخلف عن الركب فتسمع زوجها كل مصطلحات قاموس التنقيص من الرجولة، فتتقافز الشياطين أمام عينيه، دائما في أفضل 10 أيام في السنة، لتحولها إلا أسوأ أيام وأسوأ نهاية بعد أن يبطش الزوج بزوجته، وأحيانا يحدث العكس.

الأمر تجاوز التوعية الآن، ولا يمكن أن تقنع أحدا أن الأمر مجرد سنة مؤكدة، مهما بذلت من جهد، لهذا أصبح على مؤسسات الدولة نفسها أن تتدخل في هذا الأمر بطريقة أو بأخرى.

ربما عليها أن تعلن إلغاء العيد من حين لآخر، أن تقلل عطلة العيد إلى يوم واحد مثلا، بحيث تنقص من تلك الهالة المجتمعية الرهيبة التي أحاطت به لدرجة أن هناك من يأخذ عطلة تمتد لشهر لمجرد أن الأمر يتعلق بـ"العيد الكبير".

يقولون أن عيد الأضحى فقد معناه الديني منذ أن أصبح اسمه "العيد الكبير"، لكن الحقيقة أنه فقد معناه عندما أصبحت هناك "عقول صغيرة" لا تستطيع التمييز بين ما هو ديني وبين ما هو ضرورة مجتمعية.

أما الآن، فالسؤال الذي نطرحه أخيرا لبعض الأزواج: هل تستطيع أن تقرر أنت وشريكة حياتك ألا تقتني العيد رغم هذه اللوثة التي يصاب بها المجتمع؟ هل تستطيع أن "تثور" وتكون أنت هو الاستثناء وتؤصّل لعادة جديدة؟

إن كان الجواب نعم فمبروك عليك، تستحقان نقطة 10 من 10 كزوجين متفاهمين جدا ولا يباليان بضغوطات ولا حماقات المجتمع.