عالم بدون فيسبوك !

 عالم بدون فيسبوك !
آخر ساعة
الثلاثاء 5 مارس 2024 - 22:15

يبدو صعباً جدا تخيّل عالم يخلو من فيسبوك وإنستغرام، وربما واتساب أيضا.

ما حدث من انقطاع يوم الثلاثاء 5 مارس أعاد للأذهان مخاوفَ تلازم الكثيرين منذ ظهور التكنولوجيا.. كان السؤال في البدء: ماذا لو انقطع الكهرباء يوما ماً تماماً؟

بعد عقود، أصبحَ التفكير في الأمر عبثيا، وانتقلت المخاوف إلى الإنترنت وفروعه، وصارَ السؤال كالتالي: ماذا لو توقف فيسبوك، خصوصاً، فجأة؟

أصبحت حياتنا مرتبطة بشكل كبير بوسيلة التواصل هذه، خصوصا في المغرب، بينما يعتبر X تويتر أكثر إقبالا في مناطق أخرى حول العالم.

من فيسبوك صرنا نأخذ الأخبار، ونكون الصداقات الجديدة، ونرصد آراء الناس مما يحدث حولنا، فتهُون المصائب وتتحول أحيانا إلى "ميمز" وسخرية، ونستطيع تجاوزها.

أثبت فيسبوك أنه قادر على المساعدة في أشياء كثيرة، وبدا هذا واضحاً في أزمة كورونا حين شكل متنفسا حقيقيا أثناء الحجر الصحي.

يصعب أن نحصر فوائد فيسبوك.. كما مساوءَه !

لكن ما هو مؤكد أن غيابه عن يومنا سيكون مشكلة حقيقية في البداية، وسيشعر الكثير بالتوَهان والضياع خلال يومهم.

والغريب حقا في كل هذه المستجدات التكنولوجية أنها لم تكن موجودة من قبل، وكانت حياة الناس طبيعية وتسير بشكل جيد ولا شك.

لكنها بمجرد ما تظهر يتأقلم معها الإنسان وتصبح جزءا لا يتجزأ من يومه.

فجيل الثمانينات يذكر مثلا أن المسافرين كانوا يغادرون بصيغة موتَى، حتى تأتي منهم رسالة ورقية، أو اتصال هاتفي عبرَ بقال الحي، يؤكد أنهم وصلوا بسلام وأنهم أحياء يرزقون.

تودع، مثلا، شخصا مغادرا إلى هولندا بحراً ثم برّاً، ويكون عليك أن تنتظر يومين أو ثلاثة قبل أن تطمئن لوصوله. وبالنسبة لمن يملكوا هاتفا أرضيا كان عليهم أن ينتظروا أسابيع حتى التوصل برسالة الاطمئنان عن طريق ساعي البريد.

ومع ذلك، كانت الحياة تواصل مسيرتها، وعقارب الساعة تواصل الدوران، والإنسان يتأقلم.. شاء أم أبى.

وسائل التواصل حملت معها إيجابيات وسلبيات، وأصبحت رغماً عنا جزءا لا يتجزأ من اليومي، وفقدانها سيكون صعباً وقاسيا..

والأقسى منه أن تلازم المرءَ "فوبيا" هذا الفقدان، مثلما حصل مع من قبلنا بخصوص الكهرباء.

لكن ما هو مؤكد أن الزمن لا يعود إلى الوراء، وإن غاب فيسبوك يوماً فسيكون ذلك لكي يترك مكانه لبديل أفضل سيتساءل الجيل الذي بعدنا بخصوصه "كيف كان أجدادنا يتحملون الحياة بدونه؟"