مزايدات بنكيران  التي لا تنتهي!

 مزايدات بنكيران  التي لا تنتهي!
آخر ساعة
السبت 9 مارس 2024 - 10:40

عاد بنكيران ولو أنه في الحقيقة لم يغِبْ. ما زال الرجل يصر على الكلام الفائض على الحاجة، والذي لا يبالي به أحد سوى "الأنصار".. إن كانوا لا يزالون يبالون فعلا !

خرجَ بنكيران ليكشف سرا جديدا يقول أنه هو من كان وراء فكرة الدعم الاجتماعي، وكأن الدولة بكل مستشاريها وقدراتها ليس لديها رؤية مستقبلية، لسنوات وربما لعقود، في هذا الباب.

كيف لبنكيران أن يمتلك هذه "النظرة الثاقبة" ويطرح فكرة كهذه، بكل تعقيداتها وصعوبات تنفيذها، وقد سبق له أن وقع في تخبط "تحليل التطبيع" ثم تحريمه، وهو أيضا من عجز عن التفاهم حتى مع أقرب المقربين منه من أصدقاء ووزراء !

 رؤية كهذه تتطلب الكثير من الحصافة والقدرات الاستشرافية، لا يدل ما سبق على أن بنكيران يملكهما.

لقد فشل بنكيران في 5 سنوات كان هو على رأس الحكومة - حرفيا - ولم يقدم للمغاربة سوى بضع لقطات كوميدية هناك، وفتاوى لابن تيمية هنالك.

بنكيران بدا حريصا، كالعادة، على بسط رأيه في الجدل  الدائر حول مدونة الأسرة، مؤكدا تشبثه بالآيات القرآنية  نصاً، وحريصا جدا على مرجعيته التي يفتخر بالانتماء إليها وكأنه هو ممثلها الشرعي الوحيد والمحافظ على "بيضة الإسلام" في المغرب، وكأن هذا البلد ليس به مؤسسات دينية ولا مجالس علمية متخصصة !

بنكيران الذي يحرص كل الحرص على تنزيل هذه الآيات - دون شرح أو تأويل- هو نفسه الذي يتجاهل آيات أخرى قطعية أيضا كقطع يد السارق، مثلا، فهل هذا قطعي وذاك لا؟ أم أن مثل هذه الأحكام  تبقى من اختصاص ولي الأمر؟؟ وإن كانت كذلك فلماذا لا يطبق شفتيه ويترك الأمور المهمة والاستراتيجية لولي الأمر؟

 ما يقال عن قطع يد السارق، يقال أيضا عن آيات تحريم الخمر التي كان بنكيران على رأس حكومة تقوم باقتطاع ضرائبها السمينة؟ دون أن "تستوقفه" أي من هذه الآيات.

وأيا كان ما يقوله بنكيران ويردده، وسيظل يردده على ما يبدو، فما هو مؤكد أن المغاربة "نفضوا أيديهم" من شخص قام يقاطع إخوانه ويعايرهم علنا على أوراق الزبدة والشاي، في مواقع التواصل الاجتماعي.

أسطوانة فضل حزب البيجيدي في استقرار المغرب المشروخة ما زالت أيضا تُلاك من طرف الرجل، ناسيا أنه عجز في تلك الفترة، أي الربيع العربي، عن إقناع أبرز قيادة حزبه، كالرميد والعثماني وباقي صقور الحزب، وكذا شبيبته التي كانت حاضرة في الاحتججات بكل المدن، والصور والفيديوهات ما زالت شاهدة على ذلك.

فمن هؤلاء الذين يحاول بنكيران إقناعهم بهذه الخرافات يا ترى؟ وهل يصدقها هو نفسه أصلا؟

بنكيران بلغ من الكبر السياسي عتيا وآن له أن يترجل ويتركَ على الأقل بعض الأثر الطيب، إن وجد، أما لو أراد رؤية حقيقته فما عليه سوى أن يسمح للتعليقات على صفحته الشخصية على فيسبوك. وسيرى أن رأي المغاربة فيه أسوأ مما يتصور بكثير !