ياسين بونو.. سد المنتخب المنيع الذي أرهق الخصوم

 ياسين بونو.. سد المنتخب المنيع الذي أرهق الخصوم
عبد الواحد استيتو
الجمعة 19 يناير 2024 - 12:17

لا نحتاج إلى مقياس لمعرفة أن ضحكة ياسين بونو رائعة، وأنه يستحق لقب "أبو ضحكة جنان" الذي كان يحمله الكوميدي الراحل اسماعيل يس.

لكن هذه الضحكة جعلت قلوب المغاربة تقفز إلى الحناجر خوفا، بعد أن كاد خطأ لــبونو أن يمنح إسبانيا هدف السبق في مونديال قطر.

ظل بونو محافظا على ضحكته تلك حتى في أحلك الأوقات: أثناء محاولات الخصم، وأثناء ضربات الجزاء التاريخية أمام إسبانيا، وحتى في الندوة الصحافية التي أعلن فيها أننا "كنا غير قصارين حتى لقينا راسنا ف نصف النهاية" !

في الغالب، هي طريقته لمواجهة التوتر والانفعال الذي يسبق كل مباراة مهما كانت احترافية اللاعب وخبرته.

لكن ما يجمع عليه المغاربة أيضا أن ياسين هو خليفة بادو الزاكي، وأن العرين صار آمنا بوجوده بعد سنوات عجاف عانى منها المنتخب المغربي بشدة على مستوى حراسة المرمى.

ولد ياسين بونو يوم 5 أبريل سنة 1991، في مدينة مونتريال الكندية، لأبوين مغربيين من مدينة فاس.

عاد ياسين مع أسرته إلى المغرب في طفولته، واستقروا في منطقة مرس السلطان بمدينة الدار البيضاء، حيث بدأت رحلته الرياضية.

ظهر ولعُ بونو بكرة القدم منذ نعومة أظافره، فقرر والده تسجيله في مدرسة نادي الوداد الرياضي المغربي لكرة القدم وهو في عمر 8 سنوات.

استمرت مسيرة بونو مع الفريق الأحمر لأكثر من عشر سنوات، إلى أن وصل إلى اللعب الفريق الأول، والذي خاض معه أولى مبارياته سنة 2011.

في 15 يونيو  من سنة 2012، وقع بونو عقدا لمدة عام واحد مع نادي أتلتيكو مدريد الإسباني، مقابل مبلغ 360 ألف يورو، مع خيار إضافة عامين، كحارس ثالث خلفا لتيبو كورتوا، ودانييل أرانزوبيا.

تمت إعارة بونو مرتين إلى نادي ريال سرقسطة الإسباني، خلال الموسمين الكرويين 2014-2015 و2015-2016، وخاض في كل مرة ما يقارب 20 مباراة في دوري الدرجة الثانية الإسباني.

انتقل ياسين إلى نادي خيرونا الإسباني في 12 يوليوز 2016، بعقد يمتد لــ3 سنوات، ولعب دورا كبيرا في صعود ناديه إلى الدرجة الأولى، بعد 87 عاما على تأسيسه.

وبعد انتهاء عقد ياسين بونو مع النادي سنة 2019، أُعير إلى نادي إشبيلية لمدة موسم واحد مع خيار شراء العقد، حيث أنهى موسمه الأول مع النادي في المركز الرابع، مما مكنه من خوض دوري أبطال أوروبا موسم 2020-2021، ليقرر فريق إشبيلية إثر ذلك اقتناء عقده مقابل 4 ملايين يورو، ثم تم تمديد العقد حتى يونيو 2025 مع زيادة الراتب.

دخل بونو تاريخ نادي إشبيلية من أوسع أبوابه بعدما حافظ على نظافة شباكه لمدة 528 دقيقة في الدوري الإسباني، متجاوزا الرقم القياسي الذي كان بحوزة الحارس البرتغالي بيتو بـ516 دقيقة.

شارك بونو مع المنتخب المغربي كحارس رئيسي في عدة منافسات، فخاض معه 3 نسخ من مسابقة كأس أمم أفريقيا في الأعوام 2017 و2019 و2022، ونسختين من كأس العالم في عامي 2018 و2022، مظهرا تألقا لافتا، ومرسلا إشارات اطمئنان لمدربيه وللجماهير المغربية.

سطع اسم بونو بقوة عالميا في مباراة المنتخب ضد إسبانيا في مونديال قطر بعد أن تصدى لضربتيْ جزاء، مظهراً ابتسامته الواسعة لكاميرات العالم، ومانحاً التأهل لأسود الأطلس.

حصل بونو على أكثر من لقب وجائزة، محليا ودوليا، كان آخرها احتلاله المركز الثالث في جائزة "The best" العالمية لأفضل حارس.