هل يركن الركراكي حافلته في كوت ديفوار كما فعلَ في قطر؟

 هل يركن الركراكي حافلته في كوت ديفوار كما فعلَ في قطر؟
آخر ساعة
الخميس 4 يناير 2024 - 11:56

استطاع وليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني، أن يحول المباريات، في كأس العالم بقطر، إلى جحيم حقيقي، بعد أن اعتمد خطةً قطعت الماء والهواء عن خصومه، باعتماده خطة "ركن الحافلة" الشهيرة.

تعذر على فرق كبرى كبلجيكا وإسبانيا والبرتغال فك شيفرة الخطة، وحاولوا وناوروا في كل الاتجاهات، دون أن يدركوا أن ذلك كان هو المطلوب بالضبط: استهلاك طاقة الخصم إلى أقصى درجة، قبل أن تأتي لحظة اللدغة المفاجئة عن طريق الهجومات المضادة (مباراة البرتغال كمثال).

الآن، قبل أيام على كأس إفريقيا، يدرك وليد الركراكي، لحسن الحظ، أن الوضع سيختلف تماما على كافة المستويات، فالعقلية مختلفة والمناخ والأجواء، واللياقة البدنية كذلك.

يحضر الركراكي إلى كوت ديفوار بأسوده وهو يجر خلفه مساراً غير مشجع على الإطلاق. عشرات المشاركات في الكأس دون أي نتيجة على الإطلاق (باستثناء الوصول إلى النهاية سنة 2004 وكأس سنة 1976).

فإلي أي مدى تصلح منهجية الركراكي، وإلى أي مدى يمكن توظيف "ركن الحافلة" مع الفرق الإفريقية؟

يعبر مصطلح "ركْن ِالحافلة" عن الخطة التي يتم من خلالها التموقع بشكل شبه كامل في الدفاع طيلة أطوار مباراة كرة القدم، وهي نتاج المدرسة الإيطالية التي انتقدها الكثيرون بسبب غياب الفرجة فيها.

لقد اتضج بجلاء أنها  كانت خطة ناجحة جدا في مونديال قطر، ولحد الآن لا أحد يتذكر "الأداء" أو "اللعب الجميل"، فالتاريخ يحفظ الألقاب والإنجازات فقط، وهذا ما يؤمن به "راس لافوكا"، وهو يركن حافلته في الدفاع لكي تصطدم بها كرات الخصم.

لقد بدا أن الركراكي وجد خلطته السرية وأنه يستحيل أن يتخلى عنها من أجل الفرجة، أو من أجل عيون كأس إفريقيا.

لكن، مثل كل الخطط المحكمة، هناك دائما ثغرة يمكن استغلالها، والمنتخبات الإفريقية تكاد تتخصص في هذا بالضبط: الكرات الثابتة، القذف من بعيد، اقتناص ضربة جزاء.. إلخ

ببساطة يمكن للخصوم في إفريقيا أن يصبوا عليك الماء البارد في أية لحظة، ويقلبوا عليك الطاولة، لتضطر، كمدرب، إلى الخروج مرغما من منطقتك وتحريك الحافلة، وبالتالي رفع احتمال تلقي هدف آخر.

يدرك الركراكي أن اللعب المفتوح في إفريقيا، أمام تلك اللياقة البدنية، ليس في صالحه، كما أن "ركن الحافلة" قد يكون سلاحا ذا حدين. لهذا سيكون عليه حقا أن يكتشف توليفة حديثة تناسب الكرة الإفريقية وظروفها المختلفة.. وحينها سيثبت فعلا أنه فلتة زمانه وأن ما حدث في كأس العالم لم يكن مجرد طفرة أو ضربة حظ، بل عبقرية كروية غير مسبوقة.