يواصل المنتخب المغربي لكرة القدم داخل الصالات مساره المتميز الذي بدأه قبل سنوات قليلة، بعد فوزه يوم الجمعة 16 شتنبر بكأس القارات على حساب المنتخب الإيراني بـ4 أهداف مقابل 3.
وقبل ذلك كان المنتخب قد أحرز كأس العرب، وكأس إفريقيا، ونافس بقوة في كأس العالم، وأقصي بهدف واحد فقط من طرف منتخب البرازيل المصنف الأول عالميا.
ويحتل الآن منتخب الفوتسال المرتبة الثامنة عالميا حسب آخر تصنيف كشفه موقع "Futsal World Ranking"، وذلك بمجموع نقاط وصل إلى 1457.
وليس هيّنا إطلاقا أن يكون منتخبنا بين 10 الأوائل عالميا، وهو ما يظهر أن هذا المنتخب لو واصل بهذا الشكل فإن هناك فرصة كي يصبح أشبال هشام الدكيك مسيطرين على هذه الرياضة، وهو أمر ليس بمستحيل، فقد فعلها أبطال ألعاب القوى المغاربة وسيطروا على أرقام عالمية لسنوات بل لعقود.
كل هذه المعطيات تشير إلى أننا نمتلك فعلا منتخبا "عالميا"، وأن رياضة الفوتسال هي نقطة قوة لدى المغرب يجب أن تستثمر إلى أقصى حد.
فإضافة إلى قوة المنتخب الواضحة، ومشاركاته المتميزة محليا وعالميا، فإنه بالتأكيد يكلف ميزانية أقل بكثير من المنتخبات الأخرى، علما أن كافة ميزانية المنتخبات مجتمعة بلغت 39 مليار سنتيم خلال سنتين، وفق ما صرحت به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مؤخرا.
إذن، فبمنتخب لا يكلف الكثير، وبقدرات بشرية واضحة، وبتفوق محلي وعالمي، لماذا لا يفكر مسؤولو الجامعة في التركيز بشكل أكبر على هذا المنتخب، ولم لا جعل المغرب دولة رائدة، ورّبما أولى، في هذه الرياضة؟
وبالعين الفاحصة، يمكن أن نلاحظ أن كل الدول، حتى المتقدمة منها، لا تتفوق في جميع الرياضات، رغم كل الإمكانيات التي لديها، لهذا فهي في الغالب تركز على نقاط قوتها وتبذل فيها كل المجهود من أجل السيطرة عالميا.
فالبرازيل تبقى الأقوى كرويا مثلا، وأمريكا تتفوق بشكل ملحوظ في كرة السلة، والدول الآسيوية تتسيّد رياضة الكريكيت، وهكذا.
فلماذا لا تضع الجامعة رياضة الفوتسال كهدف للتفوق والسيطرة العالميين؟ خصوصا أن كل الأرضية جاهزة، وليس أمام المسؤولين سوى العمل والإرادة.
فهل يكون كأس العالم القادم للفوتسال هو الهدف الرئيس الذي سيشتغلون عليه بجدية، كي يكون بمثابة الانطلاقة؟
هذا ما نأمله.