تبنى وزراء الخارجية الأوروبيون قبل أيام تعديلا بخصوص تأشيرات شنغن سيمكن من رقمنة العملية بشكل كامل.
وعليه، سيكون باستطاعة طالبي التأشيرات التقديم عبر منصات إلكترونية والحصول أيضا على تأشيرة إلكترونية، دون حاجة لوضع ملصق على جواز سفرهم، وبالتالي إنهاء عهد المواعيد لدى القنصليات أو المكاتب التي تقدم هذه الخدمة.
ومن المرتقب أن يدخل هذا التغيير حيز التنفيذ عقب الانتهاء من العمل الفني على منصة التأشيرة، بعد أشهر معدودة، ليتم نشره بعدها في الجريدة الإدارية للاتحاد الأوروبي، ثم أخيرا يدخل حيز التنفيذ.
وفور بدء العمل بالنظام الجديد، سيتمكن الراغبون في السفر لفترة قصيرة، من تحميل وثائق وبيانات ونسخ إلكترونية لمستنداتهم المتعلقة بالسفر مع معلومات بيومترية ودفع الرسوم، كل ذلك على منصة الكترونية، وفي حال الموافقة على الطلب يتلقى مقدم الطلب رمزا مشفرا يمكن طباعته أو تخزينه على جهاز.
ومع ذلك، فقد يكون على بعض طالبي التأشيرات للمرة الاولى، أو حاملي جوازات سفر جديدة أو من لديهم بيانات بيومترية معدلة، الحضور إلى الموعد شخصيا.
ويضم فضاء شنغن 23 من دول الاتحاد الـ27، بالإضافة إلى سويسرا والنروج وآيسلندا وليشتنشتاين.
وداعا للسماسرة
سيخلق النظام الجديد واقعا جديدا في المغرب، بعد أن يقطع الطريق تماما على سماسرة المواعيد الذين خلقوا حالة من الفوضى في هذا الباب، خصوصا منذ تم اعتماد نظام وكالات التأشيرات.
وكان هؤلاء السماسرة يقومون بحجز جميع المواعيد المتاحة ثم يعيدون بيعها في السوق السوداء بأسعار باهظة، كشفت تصريحات متطابقة أنها قد تصل إلى 10 آلاف درهم.
المشكلة الأكبر أن الكثير من هؤلاء الطلبة أو المرضى كانوا يضطرون فعلاً إلى دفع هذه المبالغ لحجز المواعيد، بل وصل الأمر إلى درجة عدم توفرها حتى مع دفع المبلغ !
ورغم كل المحاولات السابقة من طرف جهات مغربية وأوروبية من أجل قطع الطريق على هؤلاء، إلا أنهم كانوا في كل مرة يواكبون المستجدات ويجدون ثغرات ليتسللوا منها، ليفرضوا من جديد "إتاواتهم" على طالبي التأشيرة.
يذكر أيضا أن معدل رفض التأشيرات للمغاربة لا زال مرتفعاً، حيث حل المغرب في المركز الرابع كأكثر دولة رفضت لمواطنيها طلبات الفيزا، بعد أن تم تقديم 423.201 طلب، تم رفض 119.346 منها، بما يعادل 28.2 في المائة من إجمالي الطلبات، خلال سنة 2022.