قال رئيس المجلس العربي للمياه، محمود أبو زيد، إن الزراعة في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا تواجه تحديات كبيرة بسبب ندرة المياه والتغيرات المناخية، مما يؤثر على ضمان الأمن المائي والغذائي، وسبل عيش ما يقرب من 420 مليون شخص بالمنطقة.
وأضاف أبو زيد، في جلسة حول "الموارد المائية غير التقليدية.. معالجة الفرص والتحديات في مجال المياه"، نظمت أمس الثلاثاء بالقاهرة ضمن المنتدى الدولي للمياه المنظم بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة"فاو"، أن الزراعة تستهلك وحدها نحو 85 في المئة من موارد المياه العذبة المتاحة في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، مشيرا الى أن المنطقة تواجه صعوبات في الحفاظ على هذه الموارد .
وسجل في هذا الاطار تضاعف متوسط من يعانون من نقص التغذية في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا خلال السنوات الأخيرة من 16.5 مليون شخص إلى 33 مليونا، تحت وطأة الضغوط الشديدة على الموارد الطبيعية، مؤكدا أن الصدمات المناخية إلى جانب الاضطرابات الاقتصادية والسياسية أسفرت عن بعض أسوأ تحديات الفقر وأطولها في العالم بهذه المنطقة مع نزوح أكثر من 23 مليون شخص.
وأوضح رئيس المجلس العربي للمياه أن منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا هي المنطقة الوحيدة في العالم التي من المتوقع أن تتقلص فيها مساحة الحصاد بحلول عام 2050، منوها إلى أن بلدان المنطقة تلقت حوالي ثلث إجمالي الشحنات الدولية من الحبوب ولحوم الأغنام والحبوب الكاملة في عام 2019، وحوالي خمس إجمالي واردات السكر ولحوم الدواجن والحليب منزوع الدسم, كما يمكن أن يكون للاعتماد المفرط على الواردات الغذائية أيضا تداعيات خطيرة.
وأشار إلى أن الإدارة المستدامة والفعالة للمياه والتوجه إلى المياه غير التقليدية تشكل أهم سبل معالجة مشكلة الأمن الغذائى بالمنطقة، لافتا إلى أن المجلس العربي للمياه قام بإطلاق مشروع إعادة الاستخدام الآمن للمياه العادمة في المنطقة ، كما أطلق الشبكة العربية لأمن المناخ، والتي تستهدف تنفيذ برنامج متكامل لدعم الخطط الوطنية والمحلية والإقليمية لمواجهة التغيرات المناخية وتأثيراتها على الموارد المائية والأمن الغذائي.
ويتضمن المنتدى، الذي تتواصل فعالياته الى غاية 2 نونبر الجاري، عقد العديد من الاجتماعات رفيعة المستوى وورشات عمل إقليمية وجلسات فنية، فضلا عن تقديم عروض ومشاركات من متحدثين دوليين بارزين، وتقديم أبحاث علمية من خبراء في مجال الأمن المائي والغذائي.