متخصص: هذه أسباب موجة الحرارة الاستثنائية بالمغرب

 متخصص: هذه أسباب موجة الحرارة الاستثنائية بالمغرب
آخر ساعة
الخميس 23 يونيو 2022 - 12:31

قال الحسين يوعابد، المكلف بمصلحة التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، ، إن ارتفاع درجات الحرارة المفرط بالمغرب يندرج ضمن دورة مناخية طبيعية يمكن أن تبدأ في شهر ماي ولا تنتهي إلا في شهر شتنبر.

وأوضح المتحدث، في حوار أجرته معه وكالة المغربي العربي للأنباء، أن منطقة الصحراء الكبرى تتلقى، خلال هذه الفترة من السنة، أقصى حرارة من الشمس، "مما يتسبب في ارتفاع درجة حرارة الكتلة الهوائية الواقعة بشكل أساسي في طبقات الغلاف الجوي المنخفضة".

هذه الكتلة من الهواء الساخن والجاف، يضيف يوعابد، "تتحرك نحو الشمال لتغطي، على سبيل المثال، معظم مناطق المغرب، لتصل بشكل كامل أو جزئي إلى بلدان الضفة الشمالية لحوض المتوسط (إسبانيا، فرنسا ، إيطاليا...)".

وأضاف المتخصص أن هذه الظاهرة تعرف في المغرب باسم "الشركي"، "وكتوضيح فقط لظاهرة الشركي في المغرب، نستعين بالمعطيات الخاصة بدرجة الحرارة القصوى لمدينة فاس على سبيل المثال. وتظهر النتائج أن ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة هذه ليست حديثة، وأن منطقة فاس شهدت دوما موجات من أيام الحر منذ الستينيات على الأقل حتى يومنا هذا". غير أنه، يضيف يوعابد، "تجدر الإشارة إلى أن عدد المرات التي تجاوزت فيها درجة الحرارة القصوى عتبة الأربعين درجة مئوية قد زاد بشكل كبير خلال العقدين الماضيين. وهو المعطى الذي يتطابق مع أحدث النتائج العلمية المنشورة والتي ت ظهر اتجاها تصاعديا ملحوظا لدرجات الحرارة، لا سيما في المنطقة المتوسطية".

واستعرض المتجدث النتائج المنشورة في التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (GIEC)، موردا أن درجة حرارة سطح الأرض خلال الفترة ما بين 2011 و2020 زادت بمقدار 1.09 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية 1850-1900، إلى جانب احتباس حراري أكبر فوق القارات (زائد 1.59 درجة مئوية) مقارنة بما عليه الحال فوق المحيطات (زائد 0.88 درجة مئوية).

ويقدر الاحتباس الحراري على مستوى سطح الأرض، الذي يعزى مباشرة إلى الأنشطة البشرية، بنحو 1.07 درجة مئوية، أي ما يمثل تقريبا مجمل الاحتباس الحراري المسجل، "وتظهر النتائج أيضا أن تغير المناخ قد تسبب في حدوث تغيرات في تواتر الظواهر الجوية والمناخية القصوى، وهي عموما أكثر تواترا وحدة منذ سنة 1950. كما أنه من شبه المؤكد أن موجات الحر أضحت أكثر تواترا وأكثر حدة في معظم المناطق منذ سنوات الخمسينات. فقد تضاعفت الفترات التي تشهد درجات حرارة مرتفعة منذ ثمانينات القرن الماضي، في حين باتت موجات البرد أقل تواترا وأقل حدة" يختم المكلف بمصلحة التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية.