تثير توقعات المتنبئ الهولندي فرانك هوغربرت الكثير من الجدل، والكثير جدا من الهلع، نظرا لأنها تتعلق دائما بالكوارث الطبيعية، خصوصا أنه يحدد الزمان والمكان، تاركاً الناس في انتظار الكارثة.
وكان آخر ما توقعه هوغربرت هو وقوع تسونامي في سواحل اسبانيا والبرتغال والمغرب، وهو التنبؤ الذي حرك الخوف في النفوس، باعتبار أن ما قاله هوغربرت توقع علمي محض، خصوصا بعد تنبؤاته السابقة التي بدا أنها تحققت (والحقيقة لم تكن كذلك).
ووفق علماء متخصصين، فإن القولَ الفصلَ في الموضوع هو أنه "من المستحيل التنبؤ بتاريخ الزلازل، والكوارث الطبيعية بشكل عام".
ويؤكد العلماء أن حدوث زلزال ما في مكان ما يخضع لعدة عوامل يبقى أضعفها هو تأثير حركة الكواكب، التي يبني عليها هوغربرت توقعاته، فهناك قوة القشرة الأرضية، وزاوية احتكاك الصفائح، وتاريخ هذه الصفائح.. وغيرها وغيرها.
مما يجعل، وفق العلماء دائما، تأثير كوكبٍ كعطارد مثلا، هو نفسه تأثير شخص واحد يسير على سطح الأرض، أي أنه تقريبا لا يوجد.
ويكفي أن نعلم أن التوقع الأخير، الذي يعتقد الناس أنه كان صحيحاً، لم يكن يخص المغرب، بل البرتغال، حيث رجح هوغربرت أن يضرب زلزال دولة البرتغال وليس منطقة الحوز، والفرق بين المنطقتين 800 كيلومتر كاملة.
كما أن دولا كاليابان، المتقدمة جدا، والمهددة دائما بالزلازل، لا زال كل علمائها لحد اللحظة عاجزين عن التنبؤ بوقتها ولو بهامش خطأ كبير.
يرى ناصر جبور، مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء، في تصريح صحافي، أن نسبة الصحة في توقعات الهولندي هي في حدود 1%، حسب الدراسات المبنية على إحصائيات دقيقة، مؤكدا أن الفرق العلمية التي تجتهد في مجال التنبؤ "تنشر توقعاتها في المجلات العلمية، وتكون آراؤها أحيانا متباينة".
ويبقى هوغربرت مجرد "عرّاف" مهتم بالزلازل في نظر العلماء، خصوصا أنه لم تسجل له أية أبحاث علمية أو أوراق بحثية في هذا الصدد.