فيزا شنغن.. وسطاء المواعيد يهددون مستقبل الطلبة وصحة المرضى

 فيزا شنغن.. وسطاء المواعيد يهددون مستقبل الطلبة وصحة المرضى
آخر ساعة
الأثنين 28 أغسطس 2023 - 17:49

ما زال الحصول على تأشيرة شنغن يشكل هاجساً حقيقيا لدى عدد كبير من المواطنين المغاربة الذين يعتزمون السفر إلى وجهات أوروبية، باختلاف أسبابهم.

ويعاني، خصوصاً، الطلبة الذين يرغبون في الالتحاق بالجامعات الأوروبية في مواعيد محددة، وكذلك المرضى المرتبطين بمواعيد مع مستشفيات متواجدة بإحدى دول شنغن.

وتضاعفت هذه المعاناة مؤخرا بسبب ظاهرة السماسرة والوسطاء، التي أسفرت عن حالة كبيرة من الفوضى تشهدها المراكز الوسيطة المكلفة بتقديم طلبات تأشيرات شنغن، خصوصا في مدينة الدار البيضاء.

هؤلاء السماسرة الذين يقومون بحجز جميع المواعيد المتاحة ثم يعيدون بيعها في السوق السوداء بأسعار باهظة، كشفت تصريحات متطابقة أنها قد تصل إلى 10 آلاف درهم.

المشكلة الأكبر أن الكثير من هؤلاء الطلبة أو المرضى يضطرون فعلاً إلى دفع هذه المبالغ لحجز المواعيد، والتي يبدو أنها أيضا لم تعد متاحة.

وكأن كل هذا لم يكن كافياً، فانضاف إليه معدل رفض التأشيرات الذي ما زال مرتفعاً، حيث حل المغرب في المركز الرابع كأكثر دولة رفضت لمواطنيها طلبات الفيزا، بعد أن تم تقديم 423.201 طلب، تم رفض 119.346 منها، بما يعادل 28.2 في المائة من إجمالي الطلبات، خلال سنة 2022.

وسط كل هذا، تحركت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي، التي أكدت أن السلطات المسؤولة  "تسعى إلى تطبيق القانون في حق كل من يثبت تورطه في ابتزاز أحد المرتفقين المغاربة".

وفي جواب عن سؤال كتابي قال ناصر بوريطة أن الوزارة "تقر بوجود وسطاء يشوشون على السير العادي لطلب التأشيرة بين المواطنين المغاربة وبين السفارات والقنصليات، أو بينهم وبين شركات التدبير المفوض".

ولم يقف الأمر عند وزارة الخارجية المغربية، بل تجاوزها للقنصليات والسفارات الأوروبية التي عبرت عن رفضها لوجود هؤلاء الوسطاء، واتخذت فعلاً إجراءات لوضع حد لمناوراتهم.

لكن، مع هذا، واكبَ هؤلاء السماسرة كل المستجدات واستطاعوا إيجاد ثغرات تسللوا منها، ليفرضوا من جديد "إتاواتهم" على طالبي التأشيرة، الذين يؤكدون أنه من رابع المستحيلات إيجاد ساعة فارغة على المواقع الإلكترونية المتخصصة لحجز المواعيد.

فبمجرد ما يتم إطلاق المواعيد، تكون قد تلونت باللون الأحمر، ما يعني أنه تم حجزها حتى قبل إطلاقها، وفق شكاوى المتضررين.