موقف المغرب من اجتماع بريكس.. المشكلة في جنوب إفريقيا

 موقف المغرب من اجتماع بريكس.. المشكلة في جنوب إفريقيا
آخر ساعة
الثلاثاء 22 أغسطس 2023 - 22:53

أكدت المحادثات بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الهندي سوبرامانيام جيشانكار أن هناك تفهما هنديا لموقف الرباط من اجتماع بريكس الذي انطلق، الثلاثاء 22 غشت، في جنوب أفريقيا التي تتخذ مواقف عدائية ضد المغرب وسيادته على الصحراء.

ووفق بيان صادر عن وزارة الخارجية المغربية فإن الوزيرين تباحثا بشكل معمق حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، "ولاسيما العلاقات بين المملكة ومجموعة بريكس"، في إشارة واضحة تفيد بأن الهند تتفهم قرار المغرب عدم المشاركة في اجتماعات جنوب أفريقيا، كما تتفهم مبرراته في ذلك.

ونوه الوزيران "بالمستوى الرفيع الذي بلغته الشراكة الإستراتيجية بين البلدين"، وهو ما يُظهر أن الهند تتعامل مع المغرب كشريك إستراتيجي مهم، ولا يمكن أن تسمح بدخول عامل ثانوي مثل موقف عرضي من جنوب أفريقيا للتأثير في هذه الشراكة.

وفي هذا الصدد، اعتبر متخصصون أن الهند تتفهم السياق الذي جاء فيه رفض المغرب المشاركة في اجتماعات بريكس، وأن المشكلة ترتبط بموقف جنوب أفريقيا دون استشارة المغرب وليس بالتكتل برمته، وأن الدول الأخرى تعرف حجم التوتر القائم بين البلدين داخل منظمة الاتحاد الأفريقي بشأن قضية الصحراء المغربية.

وزير الخارجية الهندي لم يخف، بهذا الخصوص، رغبة بلاده في توسيع قائمة الدول المشاركة في مجموعة بريكس، وأن لديها "نوايا إيجابية وعقلا منفتحا" تجاه عملية التوسيع، مشيرا إلى أن الهدف الأول لهذا التكتل هو "تعزيز التجارة بين الدول الأعضاء بالعملات المحلية".

وبعث جيشانكار من خلال هذا التأكيد رسائل متعددة ستكون موجِّها لمسيرة بريكس، أولاها أن الهدف من التجمع هو اقتصادي وتجاري وليس البحث عن تحالفات سياسية، كما تسعى إلى ذلك جنوب أفريقيا.

وبعد يوم واحد من إعلان المغرب عدم حضور جلسات بريكس، جاء كلام رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا عن دعم بلاده لـ"الشعب الصحراوي في سبيل نيل استقلاله والانفصال عن المملكة المغربية"، ليؤكد صواب الموقف المغربي ويثبت أن بريتوريا "طرف غير محايد"، وأن كلام رامافوزا يتعارض مع الوحدة الترابية للمملكة، ما يعطي مشروعية لقرار الرباط عدم حضور اجتماعات بريكس.

ويرى مراقبون أن رفض الدعوة الصادرة عن جنوب أفريقيا "لا يعني أن المغرب له موقف من بريكس أو من الدول الرئيسية في المجموعة، والتي لكلّ منها علاقات وطيدة مع المغرب.. بل على العكس من ذلك يمكن اعتبار المغرب الأكثر قدرة من بين الدول الأفريقية على دخول المجموعة وإفادتها لامتلاكه اقتصادا متنوعا وأكثر تنافسية، وأن الرباط قد تحضر الاجتماعات القادمة لبريكس في أي بلد من البلدان الأربعة الأخرى المشكلة للتجمع (البرازيل وروسيا والهند والصين)".