عكست رسالة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، وإعلان تل أبيب
الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، تحوّلاً في تعاطي تل أبيب مع هذا الملف، وذلك بعد التردد والغموض الذي طبع المواقف الإسرائيلية من القضية.
تلا هذا رسالة شخصية من الملك محمد السادس إلى بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، دعاه فيها لزيارة المغرب، كما شكر فيها إسرائيل على موقفها، موردا أن زيارة نتنياهو "ستفتح آفاقا جديدة للعلاقات الثنائية بين المغرب وإسرائيل".
حدثان متزامنان أشّرا على علاقة جديدة بآفاق أفضل. فماذا سيحدث الان؟
وفق صحيفة "أوراسيا ريفيو" فإن اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء سيكون بلا شك نقطة هامة في اتفاقيات أبراهام، "وهو لن يؤدي فقط إلى تعزيز العلاقات المغربية الإسرائيلية الواعدة، بل سيشجع الدول الأخرى في العالم الإسلامي على تطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية".
وتضيف الصحيفة أن الاعتراف سيسمح أيضًا بعقد قمة النقب في المغرب في سبتمبر 2023، على أمل أن كلا من الأردن والسلطة الفلسطينية قد ينضمان، في النهاية، إلى الاجتماع وبالتالي منحه النجاح المطلوب.
إن المبادرة السياسية الإسرائيلية الجريئة للاعتراف بمغربية الصحراء هي مشروع يربح فيه الجميع، وفق ذات المصدر، "فهو يسمح للمغرب بتعزيز شرعيته الدولية في الصحراء وإسرائيل للوصول إلى الأسواق الأفريقية عبر المغرب وفي نهاية المطاف إلى الاعتراف السياسي الأفريقي".
اليوم ، تضيف الصحيفة، "يمكن للمغرب وإسرائيل الاستمرار في علاقتهما المبنية على الصداقة والاحترام والمسؤولية على أمل أن هذا التطور سيجلب السلام لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين والرفاهية لدول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".
اليهود المغاربة، الذين تواجدوا في البلاد منذ 2500 عام، حافظوا على علاقات وثيقة مع قيادتها حتى خلال فترات عدم وجود علاقات مع إسرائيل.
أما الجالية اليهودية في البلاد، التي قُدرت ذات يوم بـ300 ألف شخص في الخمسينيات من القرن الماضي، لا تزيد عن 3000 حاليًا ولكنها مؤثرة جدًا في السياسة والأعمال وتحظى بتقدير كبير من قبل السكان المسلمين. "إضافة إلى أن أحد أكثر مستشاري الملك محمد السادس تأثيراً هو أندريه أزولاي، وهو يهودي مغربي يتمتع بشخصية كاريزمية" وفق الصحيفة دائما.