مخدر "البوفا".. قاتل جديد يتربص بأرواح المدمنين بالمغرب

 مخدر "البوفا".. قاتل جديد يتربص بأرواح المدمنين بالمغرب
آخر ساعة
السبت 22 يوليو 2023 - 16:25

يقول متعاطوه أنه يمنحهم في البداية نشوة وقوة ذهنية وجسدية ممتعة، بمجرد استنشاقه، لكنها ما تلبث أن تتحول إلى  شعور بالقلق والخوف مع فقدان التركيز.

يشجع السعر المنخفض لمخدر "البوفا"، الذي غزا شوارع مدن المغرب مؤخرا، وتأثيره الذي ينتهي بسرعة، إلى البحث عن جرعات إضافية تباعاً، وهو ما يورط متعاطيه في الإدمان المباشر.

لا يتجاوز سعر "كوكايين الفقراء" 50 درهما للغرام الواحد، وهو عبارة عن بقايا مخدر الكوكايين التي يتم طهيها على نار هادئة مع مواد كميائية من بينها الأمونياك حتى تتحول إلى مادة شبيهة ببلورات الكريستال.

وكما هو معلوم، فإن تأثيرات هذا المخدر الجديد خطيرة جدا ووخيمة على صحة متعاطيه، مما يجعل عملية العلاج صعبة، بل صعبة جدا.

ويرى متخصصون أن غياب بروتوكول طبي خاص بهذا النوع من الإدمان، يزيد مهمة التخلص منه صعوبةً، خصوصا أن العلاج منه يتطلب التحلي بعزيمة قوية للتوقف عن تدخينه أو استنشاقه، أو العزل في غرفة منفردة حتى يتخلص المدمن من الرغبة في هذا المخدر الخطير.

من جانبها، حذرت، في وقت سابق، فعاليات سياسية ومدنية من انتشار ظاهرة تعاطي مخدر "البوفا" بشكل واسع بمحيط المدارس بالنظر لسهولة استمالة التلاميذ وسعره المنخفض.

نور الدين عكوري، رئيس فدرالية جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بالمغرب، يرى أن ترويج المخدرات في محيط المدارس بات يشكل ظاهرة أدت إلى بروز سلوكيات منحرفة تتسم بالعنف بين التلاميذ وتمثل عقبة حقيقة أمام مسارهم التعليمي.

ويشدد المتحدث على ضرورة قيام أولياء أمور التلاميذ والأطر التعليمية بتبليغ مصالح الأمن عن أي انحرافات مرتبطة بترويج مخدرات سواء داخل المدارس أو في محيطها أو ظهور آثار تعاطي على أحد التلاميذ، لافتا إلى أن محاربة هذه الظاهرة تستوجب الرفع من منسوب اليقظة وتشديد المراقبة في محيط المؤسسات التعليمية والضرب بيد من حديد على كل من يثبت تورطه في بيع المخدرات للتلاميذ أو استغلالهم في ترويجها داخل المدارس.

وأمام هذا الانتشار المهول للمخدر المذكور، كان لابد أن تتدخل فعاليات مدنية ناشطة في مجال محاربة المخدرات للتنبيه إلى مخاطر انتشار هذا النوع من المخدرات الذي قد يؤدي إلى تدمير الجهاز العصبي ودفع المدمن إلى التفكير بالانتحار.

ويرى جمعويون وفاعلون متخصصون أن خطورة المخدر تكمن في منحه للمتعاطي الشعور بالقوة والتجرد من الخوف مما قد يدفع إلى إيذاء النفس أو الآخرين.

كما أنه، وفق ذات المصادر، يزيد من الشعور بالقلق الشديد والتوتر وفقدان القدرة على النوم لمدة تصل إلى 4 أيام مما يدفع البعض إلى استهلاكه مع أنواع أخرى من المخدرات مثل الحشيش الذي يمنح رغبة بالنوم.

أما عن أبرز سبب وراء انتشار مخدر "البوفا" في أوساط الشباب والمراهقين فهو رغبتهم في اكتشاف التغيرات الذهنية والجسدية التي يتيحها استهلاك المخدرات "مع سهولة استمالة هذه الفئة والتغرير بها من قبل تجار الممنوعات".