يحضر الدكتور الأردني ماجد الخواجا إلى المغرب للمشاركة في ملتقى علمي دولي يناقش دور الثقافة والفنون في مكافحة التطرّف والجريمة.
ينظم الملتقى منظمة العالم الإسلامي "الإيسيسكو" وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون الخليجي.
حول زيارته الأولى المرتقبة إلى المغرب، عبر الخواجا عن مشاعره وترقبه لهذه الزيارة، مؤكدا أن شهراً "لا يكفي حتى يقول المرء أنه زار المغرب.
وهذا نص المقال:
قبل أن أستلم تأشيرة السفر إلى المغرب دعاني سعادة القنصل المغربي للقاء قصير والذي ابتدأه بقول: لا يكفي المغرب شهر من الزيارة حتى يقال إنك زرتها، وهذه حقيقة، فالمغرب يحتاج إلى تهيئة وجدانية واستعداد نفسي ومزاج طيب وروح وثابة كي يكون الشروع في التطواف الجميل في المغرب الأجمل.
كأنني انتظرتها عمراً فوق العمر كي أحظى بلقاء المغرب، كأنها لحظة أحقق فيها خطأ مقولة : ما الذي جمع الشامي مع المغربي. سيكون لقاء ممتد بالمحبة والفرح والدهشة وإن كان قصيراً في مدته، فهذا المغرب العربي الأمازيغي البهي الندي، كيف يكون اللقاء مع كازابلانكا، مع الرباط وسلا ونهر أبي الرقراق، مع مكناس، مراكشن وفاس، مع طنجة وأغادير، مع شفشاون، وجبال أطلس الصغير والمتوسط والكبير.
ماذا يقال في حضرة الأطلسي وضفاف أول البحر الأبيض المتوسط، وبلاد تمتد لأكثر من ألف ومئتي كيلو متر على الأطلسي وما يقرب من 400 كم على البحر المتوسط. وهل يكفي زاداً وزوّاداً نتزود فيها من عبق التاريخ والتقاليد المتوارثة والطبيعة الغنّاء والحداثة التي لا تخفى، إنها المملكة المغربية التي سيتاح لي لأول مرّةٍ الولوج إلى مرابعها وأزقتها ومبانيها، والتعرّف عن قرب على ثقافتها وحضارتها.
هو لقاء قصير لا يتجاوز عدة أيامٍ، سأكون فيها ضيفاً على منظمة العالم الإسلامي « الإيسيسكو» وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون الخليجي، ملتقى علمي دولي يناقش دور الثقافة والفنون في مكافحة التطرّف والجريمة.
سيكون لقاء على ضفاف الأطلسي، ومساءات دافئة تجمع الشامي بالمغربي، ربما تخونني قدماي في المسير الطويل، لكن بالتأكيد لن يخونني قلبي في الاستهداء لمكامن العشق والأصالة المغربية.
ما لفت انتباهي عدم وجود خط طيران مباشر ما بين عمان والدار البيضاء أو الرباط، حين سألت القنصل عن السبب قال لي إنه كانت هناك خطوط مباشرة، لكن مع جائحة كوفيد – 19 وخسائر شركات الطيران العالمية، فقد تم تقليص وإلغاء عديد من خطوط الطيران، عندما بحثت عن كيفية سير الرحلات من عمان إلى الدار البيضاء فوجئت بعدد محطات التوقف وساعات الترانزيت في مطارات متعددة في أوروبا، وهي بهذا الشكل رحلة مضنية حقاً لأنها ستأخذ ساعات طويلة ما بين الطيران والانتظار والتنقّل بين المطارات.
4000 كم المسافة بين عمان والدار البيضاء سأقطعها بالمحبة والشوق والعرفان، وسأحمل من عمان رسالة إنسانية فحواها أننا قريبون وإن أبعدتنا المسافات.
فجر الأحد أنطلق مستكشفاً بلاد أطلس العظيمة، لا انطباعات مسبقة ولا توقعات، فقط قلب مشرع مفتوح على كافة الاحتمالات الجميلة للمغرب الجميل.
أودعكم على أمل العودة القريبة، إلى اللقاء عمان، وأهلا بالرباط وأهلها.