ماذا لو كان وهبي وزيراً في حكومة بنكيران، أو العكس؟

 ماذا لو كان وهبي وزيراً في حكومة بنكيران، أو العكس؟
آخر ساعة
الأثنين 10 يوليو 2023 - 10:59

حاول عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، كعادته، أن يصوّر خصمه عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، كأنه شيطان.

ولم يكتف بنكيران، في آخر ظهور له، بالتلميح أو التشبيه بل إنه وصفه مباشرة بالشيطان بطريقة غير مباشرة، محاولاً أن يغلف هجومه كالعادة بما هو ديني مازجاً إياه بالسياسة.

بنكيران الآن يقول في وزير العدل ما لم يقله مالك في الخمر، ولو أنه كتب لهذا الأخير أن يكون في حكومته (لسبب ما، يوما ما) لغيّر بنكيران أقواله ولصار وهبي ملاكاً يمشي على الأرض، أو في أسوأ الأحوال مجرد "هبيل" لا يضر ولا ينفع، كما فعل مع حميد شباط يوما.

وهذا طبعا ليس مجرد كلام من الخيال، بل هو واقع مكرّر، سبقَ أن حدث مع بنكيران مع أكثر من سياسي، فهو خير من يطبق ما قاله تشرشل "في السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم، بل مصالح دائمة".

وبالأمس القريب، قبل أن يشكل بنكيران حكومته الأولى كال لرئيس حزب التجمع للأحرار صلاح الدين مزوار كل النعوت القدحية، ووصفه بأبشعها، معتبرا إياه "لقيطا سياسيا" لا يمتلك أية شرعية.

ويمكن بكل سهولة الرجوع إلى منصة يوتوب ليجد المرء كل ما قاله بنكيران حينها وأكثر، والذي كان دائما أقسى من ردود مزوار.

ومن كان يسمع حينها تلك الهجمات كان يقسم بينه وبين نفسه أنه من المستحيل أن يتحدث الرجلان معاً بلهَ التحالف وتشكيل حكومة، ثم تخفيف القول وتحوّله من الذم إلى المديح.

لكن بنكيران فعلها بامتياز وشكل حكومته بالاتفاق مع مزوار "اللقيط السياسي" و"المهزوز سياسيا" والكثير الكثير.

وحالة مزوار مجرد غيض من فيض من تنازلات كان يعلن الرجل أنها مستحيلة قبل أن ينقلبَ على عقبيه ويجد المبررات كالعادة.

والآن، وهو يكاد يفقد صوابه من أجل العودة إلى الحكومة بأي شكل، هاهو يهاجم وهبي ويكيل له النعوت القاسية، لكن الزمن ومنصة يوتوب يحتفظان بكل شيء، وسيوثقان هذه المرة أيضا ما صدر عنه وما سيصدر عنه لاحقا إن تطلبت المصلحة ذلك.

بنكيران خبير سياسي مع ذلك، وهو يدرك أن ذاكرة الناس قصيرة، وأنه مهما غير أقواله فلن ينتبه الناس لذلك، وإن انتبهوا فسيجد عذرا "شرعيا" ولا شك.