حكاية دراجي التي لا تنتهي مع المغرب

 حكاية دراجي التي لا تنتهي مع المغرب
آخر ساعة
الأحد 2 يوليو 2023 - 13:21

من الواضح أن علاقة المذيع الجزائري حفيظ دراجي بالمغرب أصبحت علاقة مَرَضية بامتياز، لدرجة أفقدته تماما القدرة على تمييز حقيقة الأشياء، والتعامل بنضجٍ كما ينبغي لشخص في مركزه وسنه.

آخر خرجات دراجي، وقد أصبحت كثيرة جدا في الحقيقة، أنه نسب إلى فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قولاً لم يتفوه به، من أجل استباق ما يخشاه، وهو فوز المغرب بتنظيم كأس إفريقيا لسنة 2025.

في مقاله على إحدى الصحف اللندنية، يفخر دراجي أن الاتحاد الجزائري راسل رئيس الاتحاد الإفريقي بخصوص هذا التصريح الذي صدر عن لقجع، وإن كان هذا حقيقي فهو مهزلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأجدر أن يجعل الاتحاد الإفريقي يمنح المغرب شرف التنظيم فعلاً، نظرا لتفاهة هذه المراسة.

ولأن دراجي يطلق الكلام على عواهنه، فقد كتب أن الاتحاد الإفريقي وكل أعضاء الجمعية العمومية "شعروا بالإحراج، بعد التصريح الذي ضرب مصداقيتهم في العمق".

كلام كبير جدا وطفولي، لأن الأعضاء بالتأكيد لا يعتبرون ما قيل تصريحا ولا تأكيدا على تنظيم المغرب للكأس.

ويواصل دراجي مقاله موردا أنه "لا يجوز لأي بلد أن يعلن فوزه قبل اجتماع المجلس التنفيذي، لأن ذلك يعني أن القرار اتخذ من زمان خارج المؤسسات المخولة بذلك".

ثم يستدرك قائلا أن الاتحاد الجزائري في خطابه "لم يصل إلى غاية التهديد بسحب ملفه والخروج من سباق الترشح لاحتضان كأس أمم أفريقيا 2025، ربما في وقت لاحق عند وصول رد هيئة باتريس موتسيبي على الخطاب الأول الذي لا يحتمل أي لبس أو تأويل ويعتبر كافياً لاتخاذ قرار الانسحاب".

يشعر دراجي بشكل ما أن المغرب هو من سيفوز، ويعرف أن هذا سيكون صادماً له ولحكام الجزائر من العسكر، لهذا يحاول أن يخفف  من وقع الصدمة من خلال إضافة وصفة "لقد كان كل شيء مخططا له".

ومن يستمع إلى الفيديو الذي يتحدث فيه لقجع يدرك أن الرجل تحدث عن ملاعب المغرب واستعدادها لاحتضان كأس إفريقيا 2025 "في حالة الفوز"، واستعمل المصطلح الدارج الذي يستعمله المغاربة جميعا "مللّي".. أي عندما.

والدليل أن لقجع واصل كلامه بنفس النسق، متحدثا عن احتضان ذات الملاعب لكأس العالم 2030 (دائما في حالة الفوز)، فهل تنظيم المغرب لكأس العالم، رفقة البرتغال وإسبانيا، محسوم سلفاً أيضا؟ دراجي وحده قادر على الإجابة.

سيظل المغاربة والجزائريون "خاوة خاوة" فعلا، وسيتذكر الجميع أن المغرب ظل دائماً مادّا يده إلى جارته بالصلح والتقارب، لولا تعنت عسكرها، وسيبقى دراجي، للأسف الشديد، وحده خارج تاريخ بلده وبلدٍ استضافه وأكرمه يوما ما فأبى إلا أن يحقد عليه!