صحيفة أمريكية تحذر من خطورة دعم إيران للجزائر والبوليساريو

 صحيفة أمريكية تحذر من خطورة دعم إيران للجزائر والبوليساريو
آخر ساعة
الأربعاء 28 يونيو 2023 - 22:08

يرى الكاتب الصحافي لونزو كوك، في مقال له على صحيفة ""The Defense Post"، المتخصصة في الشؤون العسكرية، أن إيران لا زالت تسعى إلى توسيع نفوذها في إفريقيا، وعلى الأخص منطقة الساحل والمغرب العربي.

ويحذر الكاتب بشدة من العواقب الاستراتيجية لهذ التوسع، سواء من خلال تسليح كيان البوليساريو بطائرات الدرون خصوصا، أو من خلال المد الشيعي في المغرب.

ويعتبر في مقاله أن دعم إيران للجزائر والبوليساريو لا يهدد المغرب فقط، بل استقرار المنطقة ككل.

وهذا نص المقال:

 على مدى عقود، انخرطت جمهورية إيران في مواجهات غير متكافئة مع خصومها الإقليميين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ووسعت نفوذها من خلال دعم مجموعات حرب العصابات الأجنبية بالمعدات العسكرية والتدريب.

وعلى مدى السنوات العديدة الماضية، عملت إيران على توسيع وتعميق نفوذها في منطقة جديدة: إفريقيا ، وعلى الأخص منطقة الساحل والمغرب العربي.

وفي بلدان مثل السنغال وجمهورية إفريقيا الوسطى ونيجيريا، كانت إيران تكرر سيناريو الشرق الأوسط من خلال تسليح الجماعات الشيعية المتمردة وتدريبها.

بهذه الطريقة، تكتسب إيران موطئ قدم في منطقة استراتيجية غنية بالموارد بالقرب من ممرات الشحن الغربية الحيوية في المحيط الأطلسي.

نقل الطائرات بدون طيار عبر الجزائر

يمكن أن يكون للتخريب الإيراني أكبر عواقب جيوسياسية في منطقة الصحراء في شمال غرب إفريقيا، من خلال دعمها المتزايد للمعارضين للمغرب، حيث تسعى إيران إلى تقويض حليف غربي قوي يعمل بمثابة حجر الأساس للاستقرار في منطقة مضطربة.

القلق الأكثر حدة بالنسبة للمغرب هو إمداد جبهة البوليساريو بطائرات مسيرة هجومية إيرانية، وهي التي تتمتع بدعم مستمر من الجزائر، المنافس الإقليمي والمضاد للمغرب.

سلط الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، الضوء مرارًا وتكرارًا على عمليات نقل الطائرات بدون طيار عبر الجزائر وحذر من أن المغرب سيرد "بطريقة مناسبة".

ومع ذلك ، فإن التخريب الإيراني يصل إلى عمق أكبر داخل المغرب من خلال حملتها المستمرة لتجنيد أعضاء ساخطين من الأقلية الشيعية في المملكة.

العلاقات بين إيران والجزائر

تربط إيران علاقات اقتصادية وعسكرية طويلة الأمد مع الجزائر، وقد أقرت طهران ببيعها طائرات عسكرية بدون طيار إلى الجزائر.

واستكمالًا لهذه الحلقة، تفاخر عمر منصور، المسؤول السابق في البوليساريو، العام الماضي، بأن المجموعة كانت تتسلم طائرات إيرانية بدون طيار وستنشرها لاستهداف قوات الأمن المغربية.

أوضح مسؤولون مغاربة كبار بالتفصيل كيف تستخدم إيران وكيلها اللبناني حزب الله لتوفير التدريب العسكري والدعم لمقاتلي البوليساريو المتمركزين في مخيم تندوف للاجئين في الجزائر.

 يعود هذا الدعم إلى عام 2017 وقد أثار حفيظة الرباط لفترة طويلة.

في مايو 2018، قطع المغرب العلاقات الدبلوماسية مع إيران للمرة الثالثة بسبب دعمها للجبهة.

ولزيادة حدة هذا الاستفزاز والتوسع، نشرت إيران مؤخرًا وحدات من الحرس الثوري الإسلامي في الجزائر لزيادة تدريب مقاتلي البوليساريو.

تحدث المسؤولون المغاربة على خلفية ما حدث، حيث كشفت معلومات استخباراتية كيف قامت الجزائر بتحسين مهابط الطائرات قليلة الاستخدام لعمليات الطائرات بدون طيار.

تقع هذه المهابط في مناطق مقفرة بالجزائر بالقرب من الحدود مع المغرب.

كما تتبع المسؤولون المغاربة شحنات عتاد عسكري عن طريق الجو من إيران إلى دول غير محددة في شمال إفريقيا. وشملت هذه الشحنات، التي تم تسليمها إلى مقاتلي البوليساريو عبر الجزائر، طائرات بدون طيار ومعدات رادار وأنظمة صواريخ باليستية.

الاستقرار الإقليمي

إن دعم إيران المتزايد للجزائر وجبهة البوليساريو لا يهدد المغرب فحسب، بل يهدد أيضًا استقرار المنطقة الأوسع. لطالما كان المغرب حصنًا استراتيجيًا في شمال إفريقيا، وهو بلد إسلامي معتدل يتمتع باقتصاد سريع النمو وعلاقات اقتصادية عميقة مع البلدان الأفريقية الصديقة.

تدعم هذه الأسس الاقتصادية والسياسية ظهور المغرب كحلقة وصل استراتيجية معتمدة بين الولايات المتحدة، أوروبا والقارة الأفريقية بأكملها.

تتوافق الجهود الإيرانية لزعزعة استقرار المغرب مع عداء إيران لإسرائيل. وقد تحسنت العلاقات المغربية الإسرائيلية بسرعة عبر المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية في أعقاب توقيع اتفاقات إبراهيم في عام 2020.

أضفى الاتفاق طابعاً رسمياً على تعاون غير رسمي دام عقوداً بين المغرب وإسرائيل وأكد على مركزية المملكة في السياسة الأمريكية لتعزيز العلاقات مع الحلفاء الاستراتيجيين الرئيسيين في الشرق الأوسط.

الاتفاق الأخير بين المملكة العربية السعودية وإيران لتطبيع العلاقات الدبلوماسية قد يخفف الضغط على بعض نقاط الاحتكاك الرئيسية في الشرق الأوسط، لكن من غير المرجح أن يخفف من الأنشطة التوسعية الإيرانية في إفريقيا.

على مدى السنوات القليلة الماضية، ركزت المناقشات الجيوسياسية لأفريقيا على ما يمكن أو ينبغي أن تفعله الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون لمواجهة الأنشطة الصينية، وبدرجة أقل، الأنشطة الروسية في جميع أنحاء المنطقة.

لكن سياسة التخريب الإيرانية المتزايدة في إفريقيا - التي أبرزها إدخال طائراتها العسكرية بدون طيار إلى الصحراء- هي التي تتطلب مزيدًا من الحذر في الحقيقة.