رغم أهميتها في توفير طاقة نظيفة، واقتصاد المصاريف أيضا، فقد كشفت توقعات حديثة أن هناك جانبا مظلما للطاقة الشمسية في منازلنا، إذ يبلغ متوسط عمر الألواح الشمسية من 25 إلى 30 عاما فقط، وهو ما يعني أن التخلص منها سيخلف جبالا من النفايات والخردة، وهو ما ينذر بكارثة بيئية حقيقية مقبلة.
وكشف تقرير حيدث أن الحكومة البريطانية أوردت البنية التحتية المخصصة للتخلص من الألواح الشمسية وإعادة تدويرها غير متوافرة، ما يعني أن الدول الأقل تقدما ستكون المشكلة لديها أكبر وأحدّ.
تقول أوتي كوليير، نائب مدير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة: "سيكون لدينا جبال من النفايات بحلول عام 2050، ما لم نبدأ سلاسل إعادة التدوير الآن، نحن ننتج المزيد والمزيد من الألواح الشمسية، وهو أمر رائع، ولكن كيف سنتعامل مع النفايات مستقبلا؟".
وأضافت "بحلول عام 2030، نعتقد أنه سيكون لدينا 4 ملايين طن [من الخردة]، ولكن بحلول عام 2050، سيكون لدينا أكثر من 200 مليون طن على مستوى العالم".
ينضاف إلى هذا المشكل أن الكثير من أرباب المنازل والمستهلكين لا ينتظرون انتهاء العمر التشغيلي لهذه الألواح، بل يقومون بتحديث شبكاتهم من الألواح الشمسية بسبب زيادة كفاءة الأنواع الجديدة المستحدثة ورخص سعرها، وللاستفادة من الإعفاءات الضريبية التي تمنحها الكثير من البلدان لتشجيع استخدام الطاقة النظيفة.
كل ذلك يعني أن أعدادا متزايدة من المستهلكين سيقومون بالتخلص من شبكاتهم وألواحهم القديمة، واستبدال نماذج وأنواع أحدث وأرخص وأكثر كفاءة بها، ما يُراكم مزيدا من النفايات وجبال الخردة التي تنتظر التخلص منها.
ويقترح خبراء إعادة التدوير كحل للتعامل مع النفايات واستخراج المفيد منها لإعادة استخدامه في الصناعة مرة أخرى، ولكن في حالة الألواح الشمسية الأمر ليس سهلا، حيث يتم تفكيك الألواح الشمسية بصعوبة لاستعادة المواد الثمينة الموجودة داخلها، كالنحاس والسيليكون والفضة.
كما يحتوي كل لوح شمسي على شظايا صغيرة فقط من هذه المواد الثمينة التي تتشابك مع مكوّنات أخرى لدرجة أنه حتى الآن لم يكن فصلها مجديا اقتصاديا.
ومن المرتقب في نهاية يونيو أن تتخذ خطوة كبرى للتعامل مع المشكلة من خلال افتتاح أول مصنع في العالم مخصص لإعادة تدوير الألواح الشمسية بالكامل في فرنسا، بحسب "بي بي سي".
وتأمل شركة "روزي" (ROSI) المتخصصة في إعادة تدوير الطاقة الشمسية، والتي تمتلك المصنع الفرنسي، بأن تتمكن في النهاية من استخراج وإعادة استخدام 99% من مكوّنات الألواح الشمسية، بما فيها الزجاج وجميع المواد الثمينة الموجودة داخلها، على أن تتم إعادة استخدام هذه المواد النادرة لصنع وحدات شمسية جديدة أكثر قوة.