ميارة يستقبل "مجموعة دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي" البيروفية

 ميارة يستقبل "مجموعة دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي" البيروفية
آخر ساعة
الأثنين 29 مايو 2023 - 16:19

أكد النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، على الأهمية الخاصة التي تكتسيها العلاقات بين المملكة المغربية والبيرو، مسجلا أسفه لعدم تمكن البلدين من ترجمة عملية لهذه العلاقات على المستويات الاقتصادية والاجتماعية ومجالات التعاون الأخرى ذات الأولوية، وذلك نتيجة ظروف سياسية داخلية تهم دولة البيرو.

كما أعرب ميارة، خلال مباحثات مع وفد برلماني من جمهورية البيرو برئاسة Carlos Ernesto Bustamante Donayre ، رئيس "مجموعة دعم وتأييد المبادرة المغربية للحكم الذاتي" داخل الكونغريس البيروفي، عن أمله في أن تكون هذه الظروف عابرة وألا يكون لها تأثير على استمرار العلاقات الثنائية.

وأشار ميارة إلى أن الموقف البيروفي من قضية الصحراء المغربية، الذي يشكل جوهر الخلاف القائم بين البلدين، "ليس قادرا على المساعدة الفعلية في إيجاد حل نهائي وعادل للنزاع المفتعل حول مغربية الأقاليم الجنوبية ولا تتوفر فيه شروط دعم المسلسل السياسي الذي تشرف عليه الأمم المتحدة".

وبعد أن وضع الوفد البيروفي في صورة الأوضاع الإنسانية للمحتجزين في مخيمات تيندوف من طرف جماعة انفصالية تخدم أجندة دولة أخرى، أكد المتحدث أن الدول المعنية بالملف "مطالبة اليوم بإعطاء الجانب الإنساني الاهتمام اللازم أكثر من الجانب السياسي، وتبني مواقف حيادية كفيلة بتقديم دعم حقيقي للمساعي والمجهودات الرامية إلى إيجاد حل واقعي ومستدام يرضي الجميع"، منوها في هذا السياق بالمبادرة الاستشرافية للكونغريس البيروفي بتشكيل "مجموعة دعم وتأييد المبادرة المغربية للحكم الذاتي". 

كما شدد على قناعته التامة بأن مقترح الحكم الذاتي الموسع الذي اقترحه المغرب يشكل الحل الواقعي والأمثل والمستدام من أجل تثبيت السلم وتحقيق التنمية بالمنطقة، "لما يحظى به من دعم دولي متواصل بحكم جديته ومصداقيته، ولانبثاقه من إرادة الساكنة الصحراوية واندراجه ضمن إجماع الشعب المغربي على ثوابته الدستورية المتعلقة بالملكية والدين والخيار الديموقراطي والوحدة الترابية للمملكة".

كما تحدث ميارة، من جهة أخرى، عن التأثيرات والتداعيات الوخيمة لهذا الخلاف الإقليمي وما ينتج عنه من تعطيل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المغرب الكبير، وكذا الأدوار السلبية التي تلعبها الجارة الجزائر في استدامة النزاع ورهن مستقبل المنطقة برمتها.

وفي سياق متصل، أبرز رئيس مجلس المستشارين المخاطر المحدقة بالمنطقة وبالعالم بأسره بسبب التهديدات الأمنية المتفاقمة في منطقة الساحل والصحراء في ظل ما تعرفه من غياب للأمن وانعدام الاستقرار وانتشار الجماعات المسلحة والمليشيات والعصابات الإجرامية ذات الارتباطات الوثيقة بجبهة البوليساريو.

من جانبهم ،أكد أعضاء الوفد البيروفي أن زيارتهم الحالية للمغرب تدخل ضمن مبادرة الكونغريس البيروفي بتشكيل "مجموعة دعم وتأييد المبادرة المغربية للحكم الذاتي"، مؤكدين أن تأسيس هذه المجموعة هو تجسيد لقناعتهم بأن الحكم الذاتي يبقى الحل الواقعي والوحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

كما أوضح الوفد البيروفي أن هذه الزيارة تندرج كذلك في إطار التحول العام الذي تعرفه جمهورية البيرو، وفي ظل تجاوز الظروف السياسية التي أفضت إلى تبني موقف سياسي يتعارض مع العلاقات التاريخية والمتميزة بين البيرو والمغرب، مؤكدين في هذا الإطار أن هدفهم الرئيسي "يكمن في إعداد تقرير مفصل حول حقيقة الوضع في الأقاليم الجنوبية  سيتم رفعه إلى المسؤولين الجدد بالبلد من أجل اتخاذ ما يلزم من مبادرات لاستعادة الوضع السابق للعلاقات الثنائية، ولا سيما عبر مراجعة موقف البيرو من قضية الصحراء المتخذ في عهد الرئيس السابق".

وعبر أعضاء الوفد عن أملهم في التمكن من استجماع كل الشروط المناسبة للاحتفاء، خلال السنة المقبلة، بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الثنائية بما يتماشى مع عراقة وتميز روابط الأخوة والصداقة التاريخية بين البلدين، معربين عن قناعتهم بأن مبادرة تشكيل مجموعة دعم وتأييد المبادرة المغربية للحكم الذاتي من شأنها أن تعطي زخما قويا للعلاقات مع المغرب في شتى المجالات، نظرا للمكانة الخاصة والدور الريادي للمملكة المغربية في محيطها الجهوي والدولي، ولما تنعم به من استقرار وسلم في ظل إجماع الشعب المغربي على الملكية والوحدة الترابية.