اليوم العالمي للشاي.. هكذا أحبّ المغاربة "أتاي" عبر التاريخ

 اليوم العالمي للشاي.. هكذا أحبّ المغاربة "أتاي" عبر التاريخ
آخر ساعة
الأحد 21 مايو 2023 - 19:28

يحتفل العالم، يوم 21 ماي، باليوم العالمي للشاي، نظرا للأهمية الثقافية والاقتصادية له في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى مشاعر السعادة والراحة التي يمكن أن يجلبها هذا المشروب.

وتختلف طريقة تحضير هذا المشروب الساحر، من الماضي الغني للشاي الأخضر الصيني إلى أوراق النعناع النابضة بالحياة في المغرب.

المغرب الذي يعد بلداً مستهلكا بشكل كبير لأوراق الشاي، ولديه تاريخ تليد بهذا الخصوص هو أيضا.

 يحكي عبد الكبير الفاسي في كتاب "تذكرة المحسنين بوفيات الأعيان وحوادث السنين" أن عم السلطان زيدان بن إسماعيل كان أول من ذاق طعم هذا الشراب، بعد أن وصفه له طبيب مسيحيّ علاجا لمرض ألمّ به بعد أن صادق الخمر لسنين طوال.

وتتوافق هذه الحكاية من الناحية الزمنية والمرحلة التي وجد فيها الشاي طريقه إلى المغرب، على الرغم من صعوبة التأكد من صدقها.

دخل الشاي حياة المغاربة، إذن، من باب قصر السلطان مولاي إسماعيل مرتديا عباءة الدواء، فظل استخدامه محصورا في العلاج والتطبيب قبل أن يتحول إلى مشروب يومي، حيث بقي حبيس جدران القصر، وظل حكرا على الوسط المخزني قرنا بأكمله، قبل أن ينتقل استهلاكه إلى العامة تدريجيا.

وفي كتابهما "من الشاي إلى الأتاي: العادة والتاريخ" يحكي كاتباه عبد الأحد السبتي وعبد الرحمن الخصاصي أنه بعد دخوله للمغرب ساهم الشاي في العديد من التحولات السياسية والاقتصادية، وكان البطل الذي دارت حوله أحداث عدة؛ حيث عمد السلطان الحسن الأول، في القرن 19، إلى تقديم الشاي والسكر والأواني الفضية كهدية لرؤساء وزعماء القبائل الذين يرفضون الخضوع لسلطته أو يترددون في إعلان ولائهم، وهي السياسة التي آتت أكلها وبسط السلطان نفوذه على هذه القبائل دون حروب، وإنما اعتمادا على قوة طعم الشاي.

جغرافيا، ساعد الموقع الاستراتيجي للملكة، باعتبارها باباً مشرعا أمام مختلف الحضارات والحركات التجارية، على وصول الشاي بسهولة، ثم خضوعه للعادات الاستهلاكية للخاصة للمغاربة الذين تميزوا كثيراً في عشقهم للتفاصيل وعنايتهم بالجزئيات.

لتقديم الشاي في المغرب طقوس عديدة، تختلف باختلاف الزمان والمكان، فهي في البيت غيرُها في المقهى، وهي في الأفراح غيرها في الأتراح، وهكذا.

لكن ما قد يجمع كل كؤوس الشاي المغربية، باختلاف مناطق المملكة وعاداتها، هي عشبة النعناع التي ميزته عن باقي كؤوس الشاي حول العالم، ومنحته صورة جمالية متميزة جدا، وربما منحته الحق في تغيير اسمه ومنحه اسماً خاصا ذا رنين خاص.. أتاي !