سعيد شيبا.. الركراكي الجديد

 سعيد شيبا.. الركراكي الجديد
آخر ساعة
السبت 13 مايو 2023 - 15:37

يبدو أن ما حدث في مونديال قطر، والإنجاز الذي حققه أسود الأطلس، بقيادة الناخب الوطني وليد الركراكي، لم يكن مجرد طفرة أو انتصار عابر، وأن الأمر يتعلق بتفوق حقيقي لكرة القدم المغربية، يطال جل الفئات، ولم لا للرياضة المغربية عموما.

فها هو الإطار سعيد شيبا  (53 سنة) يسير على خطى صديقه وليد الركراكي، ويحقق إنجازا هاما جدا بالتأهل لكأس العالم، وبلوغ المربع الذهبي لكأس إفريقيا، في قلب الجزائر، وبنتيجة كاسحة لا تقبل الجدل.

الجميل جدا أن للرجل خصالا تميزه أيضا، خصوصا خلال تصريحاته، التي تلمس فيها الكثير من التواضع، القليل من الثرثرة، وكثيراً من العمل والجدية.

فقبل مباراة الجزائر، بدا شيبا مستعدا ذهنيا بشكل كبير للندوة الصحافية، وقال فيها كلاماً نزل بمنسوب التشنج، لدى الجزائريين خصوصا، إلى أدنى مستوى.

لقد تغاضى شيبا، تقريبا، عن الحديث عن "المنافسة"، نافيا أن تكون لدى فريقه أي رغبة في "الثأر" مما حدث في كأس العرب، بل ذهب أبعد من ذلك حين قال " الشبان هنا للتعلم والتكوين بهدف المشاركة في المونديال".

امتصّ شيبا إذن أي توتر أو غضب مسبق، وذكر الجميع ضمنيا أن الأمر يتعلق بـ"أطفال" لا زال أمامهم الكثير ليتعلموه، وليسوا حملاً للشذ والجذب والضغط.

في الملعب، بدت لمسة المدرب واضحة جدا، ونجح اللاعبون المغاربة في التحكم بالكرة وفي تحقيق أكبر عدد من التمريرات بين اللاعبين، في الوقت الذي كان المنتخب الجزائري مرتبكاً عاجزا عن تحقيق تمريرات متواصلة.

انتهت المباراة بانتصار بدا سهلاً ظاهريا، لكن بالتأكيد أخذ كل الوقت والجهد من شيبا كي يكون بتلك المواصفات وتلك "التخريجة".

سعيد شيبا أكد أن المغرب "ولاّد" حقا، وأن وليد الركراكي ليس مجرد شخص عابر، وأن هناك ركراكيين آخرين سيأتون بعده وأن الأمر يتعلق بسياسة جديدة وميلاد جديد لكرة القدم المغربية، بأطر معروفين ومحبوبين لدى المغاربة مسبقاً.

والذين يعرفون شيبا يعرفون أنه حقق الكثير مع المنتخب الوطني كلاعب، وأنه ظل دائما ذلك اللاعب الهادئ المهذب والخلوق.

قطع شيبا مشوارا كرويا طويلا، رفقة أندية دولية على غرار نانسي الفرنسي وكومبوستيلا الإسباني وأريس اليوناني، إضافة إلى الهلال السعودي والسد والوكرة القطريين.

ونظرا لرزانته المعروفة وقدرته على التواصل والحديث، نال شيبا نصيبه من التحليل الرياضي رفقة قناة الجزيرة الرياضية سابقا (بي إن سبورت حاليا).

شيبا يمنح الأمل من جديد ويؤكد أن الأمر لن يتوقف عند الركراكي، وأن الكرة المغربية سترسم فصولا جديدة في تاريخ الساحرة المستديرة.