فتيان المغرب والجزائر.. العناق قبل الشقاق !

 فتيان المغرب والجزائر.. العناق قبل الشقاق !
آخر ساعة
الجمعة 12 مايو 2023 - 21:22

يمكن ببساطة أن نلمسَ أنه، في غياب الشحن الإعلامي، تصبح الأمور أسهل وأبسط، خصوصا في الميدان الرياضي.

فشتان بين نهاية لقاء فتيان المغرب والجزائر، الأربعاء، في إطار منافسات كأس إفريقيا، ونهاية كأس العرب، قبل شهور.

الأولى انتهت بالعناق والتعاطف رغم أهميتها القصوى باعتبارها تؤهّل لكأس العالم.. باختصار: بروح رياضية مطلوبة في مثل هذه المواقف.

والثانية، التي جرت شهرَ شتنبر الماضي، كانت قد انتهت نهاية مأساوية طبعها التشنج والتعصب إلى درجة الالتحام البدني.

فما الذي تغير إذن؟

يعترف العدو قبل الصديق أن الإعلام المغربي لم يكن يوماً يشحن رياضييه ضد الجزائر، بل ظل يتعامل مع الأمر دائما في إطار ما هو رياضي، ويكفي التذكير بأن أعلى سلطة في البلاد ممثلة في الملك محمد السادس، مدّت يد الصلح للجزائر، لكن الأخيرة رفضت وبتعنت وصلف كبيرين.

وفي فلك هذا التعنت دار الإعلام الجزائري، فتكفل بشحن مواطنيه ضد كل ما هو مغربي، وكانت ذروة هذا الشحن في فترة مباراة نهاية كأس العرب، فانتقل الغضب إلى لاوعي اللاعبين وأطقمهم، بما في ذلك اللاعبين المغاربة ولا شك، فكانت النهاية كما شاهدنا.

لكن، قبل مباراة كأس إفريقيا، ورغم مشكلة الرحلة الجوية المباشرة، كانت الأمور أكثر هدوءاً، وكان الاستقبال الجزائري جيدا ومرحّبا.. وبالورود.

وقبل هذا الاستقبال وبعده، كانت تدوينات الإعلاميين الجزائريين، المشاهير منهم خصوصا، تميل نحو الهدوء وليس التشنج، نحو التقارب وليس الشّحناء.

ورغم الحضور الجماهيري الكبير، لم يتم تسجيل أي ملاحظات على غرار ما حدث في كأس العرب، ومرت الأمور بسلام أكبر.

لقد تُركت الأمور هذه المرة للفطرة، لروح الجيران، لعفوية الشباب.. فكان التعاطف والتلاحم، وانتهاء المباراة كما ينبغي أن تنتهي مباريات كرة القدم: فريق منتصر وفريق منهزم، ومصافحات وعناق.