أسعار الأكباش.. بشرى من أخنوش !

 أسعار الأكباش.. بشرى من أخنوش !
آخر ساعة
الثلاثاء 9 مايو 2023 - 10:02

نبرة الكلام وطريقة إلقائه قد تصنع فرقاً أحيانا لدى المتلقي. وعندما "يؤكد" رئيس الحكومة عزيز أخنوش إحياء شعيرة عيد الأضحى، فهو لا يأتي بأي جديد فعلاً، لأن الأمر يتعلق بسنة مؤكدة، وللمغاربة الخيار في إحيائها من عدمه.

لكن، كان على رئيس الحكومة أن ينقل المعلومة وكأنها خبر "سعيد" جديد حقا، لعله ينضاف إلى إنجازات حكومته، وتصبح بالتالي "الحكومة التي أصرت على إحياء عيد الأضحى في عز الأزمة".

والحقيقة، أن عيد الأضحى القادم سيكون كابوسا لمعظم الأسر المغربية البسيطة، وليس خبراً سعيدا بالمرة، لأنه سيكون فوق طاقتهم وقدرتهم بلا شك.

فجولة بسيطة في الأسواق، منذ الآن، تكشف لك أن الأسعار فعلاً ليست في المتناول وأنها مرتفعة منذ الآن بشكل كبير، فما بالك عند اقتراب العيد؟

ووفق تصريحات مواطنين اقتنوا الأضاحي من أجل مناسبات خاصة، فإن الأسعار تكاد تقترب من الضعف مقارنة بأسعار الأعوام الماضية.

لكن أخنوش يصر على أن الحكومة ستعمل على ضبط الأسعار لتبقى في متناول المواطنين، رغم الظرفية الفلاحية الصعبة.

ولو أن الأمر يتعلق بحكومة أخرى، لكانت هناك فرصة ولو ضئيلة للتفاؤل بأن يكون هذا صحيحا، لكن التجارب السابقة مع المواد الغذائية وأسعارها تقول العكس للأسف.

فها هو الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس يعلن عجزه عن ضبط أسعار عدد من المواد الغذائية، طالباً من الصحافيين أن يرشدوه إلى المضاربين !

وها هو وزير آخر يقول أنه يقتني تلك المواد بدريهمات معدودة، بينما الأسواق والواقع ينطق بالحقيقة المرة وهي أن الأسعار "نار".

فما الذي سيتغير في عيد الأضحى وهو المناسبة الفضلى للمضاربين و"الشناقة" وصيادي الفرص والمتاجرين بعوز المواطنين وحاجتهم؟

من المؤكد أنّ من عجز عن ضبط ثمن البصل والطماطم سيكون عاجزا عن التحكم فيما هو أكبر، وأن الحكومة لا زالت لم تجد مضاربي الخضر، فكيف ستجد مضاربي الأكباش؟

لكل ما مضى، كان الأجدر برئيس الحكومة أن يتجاهل تماما خبر الإعلان عن "تمكين المغاربة من عيد الأضحى"، وأن يترك الأمور تسير كما اتفق، وعلى بركة الله، كما تعودها المواطنون.

وإلا فإن كل بشرى من هذا النوع، عندما تصدر من الحكومة، صارت أكثر تخويفا وإثارة للقلق والترقب.