قبيلة المغاربة.. قصة قبيلة سودانية أصولها من المغرب

 قبيلة المغاربة.. قصة قبيلة سودانية أصولها من المغرب
آخر ساعة
السبت 29 أبريل 2023 - 21:10

هناك مناطق عديدة حول العالم تحمل اسم "المغرب" أو "المغاربة"، لأسباب مختلفة، كبلدة "موروكو" الشهيرة بأمريكا التي صا ريعرف حكايتها أغلب المغاربة.

لكن، ما لا يعرفه كثيرون هو أن هناك قبيلة في السودان أيضا تحمل اسم "المغاربة"، وتعتبر إحدى أكثر القبائل شهرة في المجتمع السوداني.

أما أصل التسمية فهو لكون سكان القبيلة هاجروا من المغرب أواسط القرن السابع عشر، واستقروا في منطقة حلفاية، شمال العاصمة الخرطوم، بينما يبلغ تعداد أبناء القبيلة حاليا أزيد من نصف مليون نسمة.

ووفق تقرير لقناة الحرة، فإن أسباب استقرار القبيلة بالسودان، تعود إما لكون المنتسبين إليها اعتادوا الإقامة بالسودان لأيام في طريق ذهابهم وعودتهم من الحج، أو لكون الوافدين الأوائل من مغاربة السودان قدموا إلى هذا البلد من فاس بغية نشر الإسلام الصوفي، حيث تعدد الروايات في هذا الجانب.

وينقل التقرير عن محمد المجدد الحسن الإدريسي، مشرف الطريق الإدريسية بأم درمان بالسودان، قوله إن للمغاربة دور مهم في نشر الدعوة الإسلامية بالسودان، مضيفا "المغرب صدر لنا المذهب المالكي، وغالبة الطرق، سواء كانت تيجانية أو إدريسية أو غيرها كلها جاءت من المغرب، لذلك المغرب لعب دورا مهما في نشر الإسلام بالسودان".

وعن سمات وخصائص المغاربة الأوائل بالسودان، فتتلخص في كونهم "كانوا أهل علم وثقافة وحضارة، فيها مزوج تاريخي بين العربية والإفريقية والأوروبية، من هنا كانت أهمية المدرسة المغربية بالسودان". وفق قول الأستاذ المتخصص في تاريخ مغاربة السودان، مالك حسين.

ويضيف التقرير أنه، في الوقت الحاضر، تسكن قبيلة المغاربة في أماكن متفرقة شمال السودان، ويزيد حضور المنتسبين إليها في أكثر من 36 قرية في منطقة "المناقل" الواقعة بولاية الجزيرة جنوبي الخرطوم.

كما يمتد حضورها الرمزي والاجتماعي، رغم استقرارها شمال البلاد، إلى باقي مناطق البلاد، حيث صار لهذه القبيلة مكان اعتباري وسط المجتمع السوداني وأصبح بعض المنتسبين إليها يشغلون مناصب قيادية في البلاد.

ومن أشهر هؤلاء، يذكر التقرير العميد عبد العزيز خالد عثمان، أحد المؤسسين لحركة التحالف الوطني السوداني، وأحد الضباط الذين أيدوا انحياز الجيش للانتفاضة الشعبية التي شهدتها السودان عام 1985 والتي أطاحت بنظام الرئيس جعفر محمد النميري والشيخ عوض الله صالح، الذي شغل منصب مفتي الجهورية السودانية.

من جانبه، لفت منتدى "المغربي" المتخصص في التعريف بقبلية المغاربة أن ارتباط المنتسبين إليها بالمغرب ما يزال قويا إلى اليوم، "قبيلة المغاربة يعتزون بأصولهم المغربية ويفتخرون بها وحنينهم لبلدهم الأصلي يبقى في ذاكرتهم، بل ما زالوا على ارتباط وثيق بأسلافهم في مدينة فأس المغربية ولعل المثل عند أهل السودان 'فاس اللي ما وراها ناس' اعتقادا منهم بأن فاس لا توجد وراءها يابسة".